وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > أحاديث المتحدث باسم الوزارة
المتحدث باسم وزارة الخارجية تشين قانغ يجيب على أسئلة في المؤتمر الصحفي الاعتيادي في يوم 1 مارس عام 2007
2007-03-01 00:00

بعد ظهر يوم 1 مارس عام 2007، عقد المتحدث باسم وزارة الخارجية تشين قانغ مؤتمرا صحفيا اعتياديا رد فيه على أسئلة الصحفيين بشأن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وملف إيران النووي ومسألة "التهديد الصيني" والعلاقات الصينية اليابانية.

تشين قانغ: مساء الخير، أود أن أبدأ بإعلان:

تلبية لدعوة من حكومة جمهورية غانا، سيحضر نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني السيد عبدلات عبدريشيت الاحتفال لإحياء الذكرى السنوية الـ50 لاستقلال غانا خلال يوم 6 و7 مارس الجاري مبعوثا خاصا للرئيس هو جينتاو.

يسرني الآن أن أجيب على أسئلتكم.

س: أصدرت منظمة العفو الدولية اليوم تقريرا عن وضع العمال المهاجرين من الأرياف في الصين يشير إلى أن هؤلاء العمال يعانون من الاستغلال الاقتصادي وحقوقهم لا تتمتع بالحماية القانونية المطلوبة. كما قالت نائبة ممثل مكتب العفو الدولية في آسيا والمحيط الهادي إن المعجزة الاقتصادية الصينية جاءت على حساب حقوق الإنسان. فما تعليقك على ذلك؟

جـ: تولي حكومة الصين دائما أهمية لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للعمال. وتمر الصين في الوقت الراهن عملية التحضر والتصنيع غير المسبوقة في الصين وكذلك في العالم. وفي هذه العملية، ينتقل عدد كبير من الأيدي العاملة الفائضة في المناطق الريفية إلى المدن بحثا عن فرص العمل. وإنهم يلعبون دورا بالغ الأهمية في تطوير المدن والتنمية الاقتصادية. وتكن الصين حكومة وشعبا احتراما كاملا لهؤلاء العمال المهاجرين من الأرياف الذين يعملون بكد واجتهاد. طبعا لا يخفى علينا أن ظاهرة انتهاك الحقوق والمصالح المشروعة للعمال المهاجرين من الأرياف ما زالت موجودة في بعض الأقاليم والقطاعات بالصين، وتولي حكومة الصين اهتماما كبيرا لهذا الأمر. وتعمل الحكومة على مختلف المستويات على اتخاذ إجراءات لضمان الحقوق والمصالح المشروعة للعمال المهاجرين من الأرياف. إذا كنت تتابع التقارير الأخبارية المعنية في وسائل الإعلام الصينية والأقوال والأفعال من القيادة الصينية، ستلمس مدى حرص الحزب الشيوعي الصيني وحكومة الصين والمجتمع بشتى أوساطه على حماية الحقوق والمصالح المشروعة لهؤلاء العمال. وسنواصل جهودنا في هذا الاتجاه.

تعتبر الاتهامات من هذه السيدة بمنظمة العفو الدولية بعيدة كل البعد عن الروح المهنية. ولا أتوقع أن تكون خبيرة اقتصادية، إلا أن هذا التعليق يفتقر إلى الموضوعية ولا يستند إلى الحقائق. ما هو سبب النمو الاقتصادي السريع في الصين؟ يرجع ذلك إلى اختيارنا طريق التنمية الاقتصادية الصحيح وتمسكنا بكل عزم بسياسة الإصلاح والانفتاح وما يتحلى الشعب الصيني به من الحكمة وروح المثابرة.

س: سيعقد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية هيل لقاءا مع نائب وزير الخارجية لكوريا الديمقراطية كيم يونغ كوان في الأسبوع المقبل، ما هي تطلعات الصين إلى هذا اللقاء؟

جـ: يتجه نائب وزير الخارجية لكوريا الديمقراطية كيم يونغ كوان إلى الولايات المتحدة وسيجري مباحثات مع السيد هيل رئيس الوفد الأمريكي في المحادثات السداسية في الأيام القادمة. إذ نعرب عن ترحيبنا لذلك فإننا نعتبره خطوة هامة لتنفيذ الإجراءات الأولية في إطار البيان المشترك. نأمل أن تعمل الأطراف المعنية بجهود مشتركة على اتخاذ خطوات متزنة نحو تحقيق خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية وتطبيع العلاقات بين الدول المعنية وإحلال السلام والاستقرار الدائمين في شبه الجزيرة. نتطلع إلى إحراز تقدم في المباحثات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية.

س: رفعت المكسيك شكوى بحق الصين إلى منظمة التجارة العالمية معتبرة أن الصين تقدم دعما لبعض شركاتها. فتعليقك على ذلك؟

جـ: هذا السؤال يخص المواضيع الاقتصادية والتجارية فينبغي أن يترك للجهات المختصة الأخرى. تدعو الصين إلى إجراء التبادل التجاري بين دول العالم في إطار قواعد منظمة التجارة العالمية ومعالجة خلافات بينها وفقا للقواعد الدولية ومن خلال التشاور الودي. إن الصين باعتبارها متضررا من الحمائية التجارية تعارض هذه النزعة.

س: يذكر أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني سيصادق في الأسبوع القادم على المعاهدات بشأن رسم الحدود بين الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا مثل فيتنام ولاوس. هل تعتبر المصادقة من المجلس الوطني لنواب الشعب عنصرا ضروريا حتى تصبح المعاهدات سارية المفعول؟

جـ: سؤالك يتعلق بالممارسات الشائعة على المستوى الدولي. غالبا ما لا تصبح المعاهدات الدولية التي توقعها الدول ذات السيادة سارية المفعول إلا بعد مصادقة الهيئة التشريعية عليها. ولا تعتبر الصين استثناء في هذا الصدد، إذ ينبغي أن تحصل المعاهدات الدولية التي توقعها الحكومة الصينية على مصادقة المجلس الوطني لنواب الشعب.

س: انتقد بعض المسؤولين الأمريكيين واليابانيين الصين مؤخرا لعدم شفافية قدرتها العسكرية وتجربتها في الفضاء الخارجي مدعين أن الصين تشكل تهديدا للدول الأخرى. فما تعليقك على ذلك؟

جـ: لقد أجبت على أسئلة من هذا القبيل في المؤتمر الصحفي الأخير، وأكدنا على موقفنا مرارا وتكرارا في مناسبات مختلفة. بما أن البعض لا يعير تصريحاتنا الرسمية أذنا صاغية، فأود أن أشرح موقفنا بتشبيه بسيط: إذا كان جارك يحاول دائما أن يسترق النظر إلى ما داخل بيتك عند الباب بينما يصرخ " لماذا لا تفتح باب بيتك حتى أشوف كل ما داخله؟" في هذه الحالة، كيف تشعر؟ ألا تعتقد ضرورة استدعاء الشرطة؟

حقيقة تحدثنا كثيرا حول ما إذا كانت الصين تشكل تهديدا. ونأمل أن تفهموا هذا الموضوع من زاوية فلسفة الدبلوماسية الصينية. أولا، لا تسعى الصين إلى الهيمنة لأن الصين ما زالت دولة نامية، لا تمتلك القوة لتهديد الآخرين. إن أصبحت الصين دولة متطورة في المستقبل، فلن تهدد الآخرين ولن تسعى أبدا إلى الهيمنة. ثانيا، لا تنتهج الصين سياسة القوة ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا تفرض قيمها أو أيديولوجيتها على الآخرين. ثالثا، تدعو الصين إلى المساواة والاحترام المتبادل بين دول العالم ومشاركة جميع الدول في الشؤون الدولية بالتشاور المتكافئ، ظلت ترفض استبداد القوي بالضعيف وظلم الكبير للصغير. رابعا، تحدد الصين سياستها وموقفها من القضايا الدولية حسب طبيعتها حيث تكون أقوالنا وأفعالنا على أساس مبدأ العدالة ولا نمارس المعايير المزدوجة ولا سياسة الكيل بمكيالين. إننا نؤمن "لا تفعل لغيرك ما لا تريد لنفسك." خامسا، تدعو الصين إلى تكريس تعددية الأطراف ومعالجة العلاقات الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة وقواعد العلاقات الدولية المتعارف عليها، وتؤكد ضرورة صيانة مصداقية الأمم المتحدة وتعزيز التعاون الدولي. ولا نسعى أبدا إلى الأحادية ولا أي شيء يضر بمصداقية الأمم المتحدة ولا تغليب إرادتنا على القانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية المتعارف عليها. سادسا، تدعو الصين إلى تسوية النزاعات الدولية بطرق سلمية وعبر التشاور ولا تلجأ إلى استعمال القوة أو التهديد باستعمالها. فإن جهود الصين للحفاظ على قدرة دفاعية معقول تستهدف فقط حماية سيادتها وأمنها وسلامة ترابها ووحدتها الوطنية بدلا من التوسع أو شن حروب عدوانية. سابعا، إن الصين كعضو مسؤول في الأسرة الدولية تعمل بإخلاص على الوفاء بواجباتها والتزاماتها الدولية، إذ ترفض الإرهاب بكافة أشكاله وانتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها. ولا نخالف وعودنا ولا نتعامل مع الاتفاقيات الدولية بصورة انتقائية. ثامنا، تحترم الصين تنوع العالم والحضارات حيث تدعو إلى تعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات. ونرفض إثارة الصدامات والمجابهات بين الحضارات ولا نربط الإرهاب بقومية بذاتها أو دين بعينه.

خلاصة القول إننا ملتزمون بثبات بطريق التنمية السلمية ونعمل على بذل جهود متضافرة مع المجتمع الدولي لبناء عالم منسجم ينعم بالسلام الدائم والازدهار المشترك. لذلك، تستطيع الصين أن تكسب الصداقة والثقة والتعاون. نشعر بالأمن والأمان مقتنعين بأن أولئك الذين يتفهمون ويتفقون مع فلسفة الدبلوماسية الصينية لن يعتبرون الصين تهديدا.

أشكركم على حسن استماعكم إلى إجابتي المطولة. نظرا للادعاءات المتكررة على الساحة الدولة التي تروج "التهديد الصيني"، فأرى ضرورة أن أضعكم في صورة كاملة عن فلسفة الدبلوماسية الصينية، الأمر الذي يساعدكم على فهم السياسة الخارجية الصينية وطريق التنمية السلمية.

س: فيما يتعلق بملف إيران النووي، ما هي الخطوات الجديدة التي ستتخذها الصين في المرحلة القادمة، على سبيل المثال، هل ستبعث الصين بمبعوث خاص إلى طهران أو تستقبل زيارة مسؤول إيراني للصين؟ إلى جانب ذلك، هل لك أن تسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته مجموعة العمل لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية نظرا لتولي الصين رئاسة المجموعة.

جـ: تدعو الصين على الدوام إلى إيجاد حل سلمي لملف إيران النووي عبر المفاوضات الدبلوماسية. وفي ظل الأوضاع الحالية، نأمل أن تتجاوب إيران تجاوبا إيجابيا مع الاهتمامات الدولية وقرار مجلس الأمن رقم 1737. كما يتعين على المجتمع الدولي أن يلتزم بالهدوء وضبط النفس ويواصل الجهود الدبلوماسية داخل مجلس الأمن و خارجه بما يحقق استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن. إن الصين على استعداد لبذل جهود متضافرة مع الأطراف المعنية الأخرى والقيام بدورها المطلوب من أجل تسوية الملف بصورة سليمة وسلمية.

فيما يتعلق بمجموعة العمل الخاص بتحقيق خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية المنبثقة عن المحادثات السداسية، أعرف أنكم مهتمون جدا بهذا الأمر. وأتابع تطورها كل يوم تقريبا. يمكنني أن أخبركم أن الصين تجري الآن مشاورات مكثفة مع الأطراف المعنية حول الترتيبات المحددة لمجموعة العمل مثل آلية العمل وممثليها وموعد إطلاق عملها. لم تأت النتائج النهائية حتى الآن. وسنطلعكم على آخر التطورات بدون أي تأخير.

س: يرجى التأكد من صحة الخبر الذي يفيد بأن ثلاث مجموعات العمل المنبثقة عن المحادثات السداسية تعقد اجتماعات في بكين يوم 12 من الشهر الجاري. وما تعليقك على قرار الحكومة اليابانية الأخير بإطلاق عمل مجلس الأمن القومي في العام القادم لتعزيز القدرة الدفاعية؟

جـ: لا أستطيع الآن تأكيد مكان انعقاد اجتماعات مجموعات العمل، ونبقى على اتصال وثيق مع الأطراف الأخرى بهذا الشأن.

إن الحكومة اليابانية هي التي تقرر أي مؤسسة يتم إنشاؤها. ونأمل أن تتمسك اليابان بطريق التنمية السلمية.

س: ذكرت توا أن الصين هي إحدى المتضررين من الحمائية التجارية. هل يمكنك أن تشرح ما هي الدول التي تمارس الحمائية التجارية ضد الصين؟

جـ: في الوقت الراهن، تزداد ظاهرة الحمائية التجارية بأساليبها المتجددة وأشكالها المتنوعة. أقترح أن تراجع معطيات منظمة التجارة العالمية، فستجد أن الصين هي أكثر الدول عرضة لتحقيقات مكافحة الإغراق والدعم.

س: يذكر أن نيبال تأمل في الانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون، ما تعليقك على ذلك؟

جـ: لم أسمع هذا الخبر. إن عضوية منظمة شانغهاي للتعاون أو الانضمام إليها كمراقب موضوع يقرره أعضاء المنظمة على أساس مبدأ توافق الآراء.

س: زار رئيس الهيئة العامة للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني يويا نيوا المتحف التذكاري لحرب الشعب الصيني لمقاومة عدوان اليابان صباح اليوم. هل تعتقد أن هذه الزيارة إشارة إيجابية من الجانب الياباني قبيل زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياباو إلى اليابان؟ يزور الصين الأسبوع القادم نائب وزيرة الخارجية الأمريكية نيغروبونتي، هل يمكنك أن يخبرنا من سيلتقي به؟

جـ: إن المعالجة السليمة لمسألة التاريخ المفتاح الذي يضمن التطور الصحي والمستقر للعلاقات الصينية اليابانية. في أكتوبر الماضي، توصل الجانبان الصيني والياباني إلى التوافق بشأن ضرورة العمل على اجتياز العقبات السياسية التي تؤثر على العلاقات الثنائية وتعزيز التطور الصحي لها. ومنذ ذلك الوقت، قد اجتمع قادة البلدين عدة مرات. وفي إبريل القادم، سيقوم رئيس مجلس الدولة ون جياباو بزيارة إلى اليابان. فيمكن القول إن العلاقات الصينية اليابانية تسير الآن على المسار الصحيح نحو التحسن والتطور، وذلك جاء نتيجة الجهود المشتركة من قبل الجانبين، ويستحق الاعتزاز به. إننا على استعداد للعمل مع الشخصيات اليابانية التي تحرص على العلاقات الصينية اليابانية لتحقيق تطور صحي ومستقر لهذه العلاقات.

بشأن زيارة نائب وزيرة الخارجية الأمريكية نيغروبونتي المرتقبة إلى الصين، حسب ما أعرف، سيجري نائب وزير الخارجية الصيني داه بينغقوه مباحثات معه، كما يلتقي به كل من مستشار الدولة تانغ جياشيوان ووزير الخارجية لي تشاوشينغ ونائب وزير الخارجية يانغ جياتشي.

إذا لم يكن هناك سؤال آخر، أشكركم على حضوركم ومع السلامة.

أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة