وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > الأخبار اليومية
الحزب الشيوعي الصيني بعيون يمنية
2021-07-01 16:01

مؤخرا حصلنا المقال من الصديق اليمني بغية الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. النص الكامل فيما يلي:

كم كانت صدمتي كبيرة عند ترجلي من سلم الطائرة فبعد أول خطوه خطوتها داخل الاراضي الصينية تراءت أمامناظريمظاهر التطور والنمو والازدهار الاقتصادي والعمراني والصناعي بشكل لا يوصف، لميجول في خاطرييوماً ولم يكن في حسباني أن هذه ذاتها دولة الصين التي سمعت عنها في الماضي الكثير كدولة نامية ذات أعراق وقوميات وديانات متعددة، ومساحة شاسعة عانى شعبهاما يقارب قرن من الزمن من الاذلال والغزو والاستعمار والحروب.

لقد كانت فرحتي عارمة لتمكني من الحصول على فرصة القدوم والدراسة في هذا الدولة العريقة ذات التراث الحضاري والثقافي الضارب في عمق التاريخ، والتي استطاعت خلال فترة وجيزة أن تشق طريقها نحو الحداثة وتثبت نفسها كدولة عظمى تنافس الدول الأخرى، وحققت الاستقرار والتناغم والتعايش السلمي بين جميع طوائف المجتمع تحت قيادة الحزب الشيوعي الذي ناضل للوصول الى ما وصلت إليه الصين واستطاع أن يوحد الشعب الصيني على اختلاف قومياتهم وأعراقهم وأديانهم ضمن بوتقة الدولة الواحدة، وبناء دولة الصين القوية ذات المكانة الاقتصادية العالمية.

كم شعرت بالأمن والأمان خلال تجوالي في شوارع مدنها ليلاً ،وكم تبادر إلى ذهني مقالة قرأتها عن نشأة هذا الحزب الصيني العتيد ومسيرة الكفاح التي خاضها لتحقيق ما وصلت إليه جمهورية الصين الشعبية إلى الآن، ففي 23يوليو من عام 1921كان أول اجتماع لإنشاء الحزب الشيوعي الصيني والذي سرعان ما انفض بسبب مهاجمة الشرطة الفرنسية للمكان الذي كان تحت سطوتها ونفوذها مما اضطرأعضاء المؤتمر لإلغائه، إلا ان إصرار أعضاء الحزب حينها على عدم الاستسلام والمضي قدماً في تحقيق هدفهم على الرغم من الصعوبات والمعوقات تم إعادة عقد الاجتماع الآنف الذكر في الـ 30 من الشهر نفسه على سطح قارب في البحيرة الجنوبية بمدينه جياشينغ بمقاطعة جيجيانغ، والذي يعد المؤتمر الوطني التأسيسي وتم من خلاله إقرار البرنامج السياسي الأول للحزب، ليكون نقطة تحول كبرى في تاريخ الصين العظيم، واول لبنة لينطلق بعدها الحزب الشيوعي بخطى واثقة وبسياسه حكيمه للملمة ورص الصفوف من كل فئات الشعب لتحقيق نجاحات وإنجازات غير مسبوقة على جميع الأصعدة، بهدف تحسين مستوى معيشة الشعب الصيني وتطوره وازدهارهبرغم من كل التحديات والمؤامرات التيأحكيت وما تزال تحاك ضد الحزب الشيوعي والأمة الصينية.

ولكن بتوحد الشعب الصيني والتفافه حول حزبه الرائد وقيادته الحكيمة والشعور بمسئوليته تجاه وطنه استطاع أن ينتصر علىكل تلك المؤامرات، ومضت مسيرة التقدم والاصلاح بكل عزيمة وإصرار لبناء ونهضة الصين ورقيه وتقدمه وايجاد حياه كريمة للشعب الصيني، حيث استطاع الحزب الشيوعي من خلال سياسة الاصلاح والانفتاح بناء دوله قوية غنية وحديثة تسابق الأمم وتمشي بخطى واثقه واستراتيجيات وخطط مدروسة لتحقيق حلم الصين والأمه الصينية في العيش الرغيد والنهضة والتطور والنماء والأمن والاستقرار.

اليوم وبعد مرور مائة عام على تأسيسه حقق الصينيون تحت قياده الحزب الشيوعي قفزه نوعية وإنجازات تاريخيه نحتت في عقول الصينيين وغير الصينيين وتركت بصمات لا تنسى في حياه الأمه الصينية وأجيالها المتعاقبة سياسياً واقتصادياً وثقافياً ودبلوماسياً وتكنولوجيا ، اليوم وبعد مرور مائة عام على نشأة الحزب أصبح نموذجاً عالمياً والذي استطاع أن يوحد الشعب الصيني بقومياته المختلفة وأن يخوض معهم معركة الوعي لبناء الصين وتطوره وازدهاره، حيث انتشل 800 مليون شخص من الفقر منذ إطلاق إصلاحاتها الاقتصادية في أواخر السبعينيات وأصبح المواطن الصيني يعيش حياه كريمة سعيدة منعماً بالأمن والأمان والاستقرار ومطمئناً بمستقبل مشرق لأحفادهم والاجيال المتعاقبة.

اليوم وبعد مرور مائة عام لتأسيس الحزب الشيوعي أصبحت الصين بالمرتبة الأولى كأكبر مصدّر في العالم وبالمركز الثاني اقتصاديا وحسب بعض التقارير ستصل للمركز الاول عالميا بحلول عام 2028، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين خلال عام 2020 ما يقارب 100 تريليون يوان (15.38 تريليون دولار)، وحققت الامه الصينية قفزة تحول اقتصاديه و علميه و تكنولوجيه وعسكريه لتحلق بالصين عاليا في طليعة دول العالم.

بعد مرور مائة عام يحق للحزب الشيوعي وللشعب الصيني ان يفتخرا بما تم إنجازه وما قدموه لأمتهم ووطنهم، ومن وجهة نظري، على شعوب العالم النامي وخاصةً امتنا العربية أن تتخذ من التجربة الصينية نموذجاً يحتذى به، بما حققوه من إنجاز ونماء واستقرار وازدهار، وأن يستفيدوا من هذه التجربة من خلال بناء شراكة استراتيجية معتمده على الثقة والمصالح المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة، ولعل مشروع "الحزام والطريق"أكبر فرصة لتحقيق التعاون والاستفادة والكسب المشترك والتنمية في شتى المجالات، بعيدا عن الصراع والاقتتال والحروب بالوكالة لصالح دول تبحث عن نفوذها ومصالحها في المنطقة.

متمنين للصين ولشعبها مزيدا من التقدم والنماء والازدهار.

أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة