وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > الأخبار اليومية
الحزب الشيوعي الصيني في عيني
2021-06-23 16:21

مؤخرا حصلنا المقال من الصديق اليمني بغية الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. النص الكامل فيما يلي:

ونحن نعيش في عصرالتكنولوجيا وانتهاء الإيدلوجيا . كل ما يتذكره أفراد جيلي عن التجربة الشيوعية في العالم الشرقي، هوانهيار جداربرلين والقصص الاستخباراتية المشوقة عن حقبة الحرب الباردة التي تعيد هوليود إنتاجها بصورة دورية لتؤكد على انتصار الغرب.

فم االذي يدفع شاب مثلي، لم يكمل عقده الثاني من العمر، للكتابة عن مئوية الحزب الشيوعي الصيني، طالما لم يكن الدافع هوالإيدلوجيا اليسارية؟

في حقيقة الأمر ثمة سببان يحرضان أي شاب عربي على فعل ذلك :

الأول نجاح بكين في المنافسة على الريادة العالمية سياسيا واقتصاديا، وانتقالها من قرن الذل وحروب الأفيون ومقاومة الاحتلال والحروب الأهلية ... إلى التنمية الصناعية والنمو الاقتصادي وتقنية 5G وصياغة النظام الدولي متعدد الأقطاب .

وعند هذه النقطة يتضح الفرق الشاسع بين أمتين عريقتين "الصينية والعربية" عبرت الأولى نحو المستقبل بنجاح، بينما تناضل الثانية لتحقيق النهضة والإمساك بسكة الحاضر والانفلات من صراعات الماضي الدموي.

أما السبب الثاني فهو إعجابي بالتجربة الصينية في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني والتي قررت الانتقال من الثورة إلى الدولة والموائمة بذكاء بين شروط المساواة وضرورات الانفتاح، فيما بعض التجارب المشابهة في منطقتنا استمرت في درب الثورة وظلت حبيسة للخطابات الثورية واستسلمت للصراعات الداخلية وصولا إلى التراجع والانهيار .

وعند تفحص نجاح الأمة الصينية، ومسار بناء دولتها الحديثة، فإن الصورة لا تكتمل دون الضلع الثالث الذي دفع مسيرة التاريخ إلى الأمام :

بالنسبة لصبي مثلي ينتمي إلى بلدان الحرب الأهلية فيالشرق الأوسط وبسبب التجارب الفاشلة، فان تجربة الحزب الواحد تعد رديفا للصراع..

لكنني منذ أن وعيت لم أستطع أن أعمم هذه الصورة النمطية على الصين ومندهش بالتميز الذي تحقق في الصين تحت إدارة الحزب الشيوعي الصيني وهو ما يجعلني ويشاركني فيذلك الكثير أن أضع مقارنة دائمة حول الفرق الشاسع والكبير بين تجربة الحزب الشيوعي الصيني وتجارب عديدة فاشلة .

بلغة الأرقام ما الذي يعنيه أن يبلغ عمر حزب سياسي يقود دولة متقدمة قرنا كاملا من الزمان؟؟وما الذي يعنيه أن يكون أعضاؤه بالملايين؟؟

ببساطة أقول أن الحزب الشيوعي ليس كيانا سلطويا كما هو الحال في معظم بلدان الشرق الأوسط، بل هو مؤسسة سياسية رصينة ومستقرة تراكمت فيها الخبرات والقيادات واستفادت من قدرات شعبها، وقد ترسخ هذا الانطباع لدي حينما نظرت مؤخرا إلى تجربة الصين مع فايروس كورونا (كوفيد ١٩ ) وخروجها أقوى مما كانت عليه وكيف تمت مواجهة الوباء بكل حزم وتميز وبطريقة احترافية يجب أن تعمم ليتم تدريسها في جميع الأكاديميات المختصة في العالم كواحدة من أبرز التجارب المميزة في إدارة الأزمات بالرغم من الحرب الإعلامية والشائعات الموجهة، في مقابل الإخفاق والاضطراب الذي واجهته الدول الغربية المتقدمة وفشلها في إدارة الأزمة .

الجميل أن الحزب الشيوعي رغم عراقته التاريخية ونجاحه الراهن، فإنه لا يروج لنفسه كنموذج أوحد يجب تقليده في العالم، ولا يقدم ثقافته القومية أو الإيدلوجية كنموذج كوني يجب محاكاته، بل تجد الصينيين أكثر الناس احتراما لخصوصيات الآخرين وثقافاتهم . ومع ذلك يظل لزاما علينا كعرب أن نتعلم من تجربة الحزب الشيوعي، ولا يمكن للكثيرين من أمثالي أن يخفوا إعجابهم بها.

لقد قرأت مؤخرا عن ثقافة "الينو اليانج".. وفي آخر مرة زرت فيها عدن وجدت عند أحد أصدقاء والدي اليساريين كتاب الماو سي تونج عنوانه "في التناقض" وعرفت حينها عمق الفلسفة الصينية وانعكاسها عل ىسلوك مواطنيها وسر قدرتهم على إدارة التناقض اتوتجاوزها لما هو أفضل؛ لذا فرغم عراقة الحزب الشيوعي وعيد ميلاده المئوي، فإن النقاش السياسي في الحزب الشيوعي يتمحور اليوم حول مبدأ "التجديد" والذي مثل الشغل الشاغل لاجتماع الهيئة التشريعية للحزب في مارس الماضي.

النجاح الإداري والاقتصادي والسياسي الذي نشاهده في جمهورية الصين الشعبية لا شك أنه ثمرة لعمل دؤوب ومؤسسة ومنظومة كبيرة تقف خلفه، حيث آمن القائمون على الدولة بقدراتهم وحولوا طاقاتهم لصالح شعوبهم فاستفادوا وأفادوا العالم ولم يبق للقوى التي تهيمن على العالم والقرار إلا أن تواجه هذا الصعود الكبير بتوزيع الإشاعات والتحريض ضد التجربة الصينية الرائعة والتي كان آخرها في العام ٢٠٢٠م والمتمثلة بالشائعات المتعلقة بكوفيد ١٩ وما سمعناه قبل أيام حول الصاروخ الصيني وهو عائد من الفضاء إلى الأرض .

ومن الضروري هنا أن أشير إلى دور الصين المهم والبارز في الشرق الأوسط حيث ساهمت بشكل فاعل في التنمية من خلال إنجاز المشاريع المتعلقة بالبنية الأساسية في العديد من الدول ومنها شق الطرقات وبناء الجسور والمدارس والجامعات والمستشفيات وكذلك انعكاس الثورة الصناعية ووصول المنتجات الصينية إلى كل البيوت العربية وما مثله ذلك من كسر الاحتكار الصناعي والتجاري، حيث يستطيع السكان اقتناء المنتجات التي تسهل عليهم سبل الحياة .

وعلى المستوى السياسي فإن لجمهورية الصين الشعبية مواقف معتدلة في معظم القضايا وفي مقدمتها قضية فلسطين على عكس بعض الدول الكبرى والتي كانت مواقفها سلبية ولم تدعم جهود السلام بل كانت تدخلاتها العسكرية سببا مباشرا في الدمار والحروب في المنطقة .

كم اأستغل هذه المشاركة ومن خلال هذا المقال بأن أضع أمام قيادة الحزب الشيوعي الصيني مقترح بمد يد المساعدة للشباب العربي ومنحهم فرص التعليم في الجامعات الصينية المميزة وتكمن تلك الأهمية في تسهيل ربط المجتمعات والدول العربية بجمهورية الصين الشعبية ومجتمعها الواسع وذلك من خلال تعلمهم العلوم واللغة وعودتهم كسفراء في مجتمعاتهم يساهمون في نشر الثقافة الصينية والوقوف ضد الإشاعات التي تستهدف جمهوريةالصين الشعبية، وكذلك اختصار الوقت في بناء العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والبلدان التي ينتمون إليها.

كما أن تسهيل فرص التبادل الثقافي من خلال دعم تعليم اللغة الصينية في الدول العربية مهم جدا والذي يتم من خلال خطة تشرف عليها وتدعمها جمهورية الصين الشعبية لا سيما في المجتمعات الفقيرة لا سيما المجتمع اليمني بشكل عام .

أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة