وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > القضايا الساخنة > جوازات السفر وبطاقات السفر الأخر
منتدى التعاون الصيني العربي والعلاقات الصينية اليمنية
2010-05-27 10:50

  بقلم تشن جيان مستشار سفارة جمهورية الصين الشعبية بصنعاء

- الإرتقاء بالشراكة الصينية - العربية من اجل مستقبل افضل

اتفقت الصين والدول العربية على اقامة شراكة تعاونإستراتيجية ، بهدف الإرتقاء بشراكتهما القائمة على الرخاء المشترك ، وتحقيق مستقبلافضل ، ونظام عالمى اكثر عدلا .

كما تبنى الجانبان بيانا وخطة عمل فىختام اجتماعهم الوزارى الرابع لمنتدى التعاون الصينى - العربى الذى استمر يومي 13 و14 مايوعام 2010فىمدينة تيانجين الساحلية شمالى الصين .

كما أكد الإجتماع ، الذى أرسى نموذجالتعاون أفضل بين الدول النامية ، مجدداً على التطلع المشترك لتعاون استراتيجى بينالصين والعالم العربى .

وحدد الاجتماع ايضا افاقا هائلةللتعاون الاقتصادى ، وتعميق التبادلات الثقافية ، وإرساء أساس متين لتعاون طويلالأجل.

عقد الاجتماع فى وقت يشهد فيه العالمتحولا عميقا ، مع تعافى الاقتصاد العالمى تدريجيا من الازمة المالية ، وزيادةالاقتصادات الصاعدة ، ودخول النظام السياسى والاقتصادى العالمى عملية إعادة هيكلة.

وتشترك الصين والدول العربية ،والعالم النامى بأسره ، فى اهداف متماثلة فى مثل هذه الظروف : الحفاظ على السلام والامن الاقليميين ، وتدعيم الاقتصاد المحلى ، و تعزيز التعددية، وديمقراطيةالعلاقات الدولية ، وتعزيز صوت العالم النامى فى الشئون الدولية .

ومن ثم ، فان الصين ، التى تعتبرتقوية علاقاتها بالدول النامية حجر زاوية فى سياستها الخارجية ، تلعب دورا لا غنىعنه فى تحقيق الاهداف المتقدم ذكرها.

من المعروف جيدا ان الصين تعمل جاهدةمنذ زمن طويل من اجل تعزيز اهداف الالفية التنموية للامم المتحدة ، وتقديمالمساعدات ، ومساعدة افريقيا وامريكا اللاتينية على تحقيق اهدافها التنموية .

وفى هذه العملية ، التزمت الصينبتعهداتها ، وتحملت مسئولياتها الواجبة.

تلتزم الصين بتحقيق الوحدة والتعاونفى العالم النامى ، وستحمى المصالح المشروعة للدول النامية ، وتعزيز وضع جميع الدولالنامية فى الشئون السياسية والاقتصادية الدولية .

وقد اوفت الصين بهذه التعهدات منخلال اتخاذها سلسلة من الاجراءات .

ومن جهة اخرى ، دعم التعاون المتزايدوالشامل بين الصين والدول النامية الاخرى دورهم الجماعى على الساحة العالمية ،وساعد فى خلق نظام سياسى واقتصادى دولى جديد .

ومن ثم ، فإن القرار الذى اتخذتهالصين والدول العربية فى تيانجين بالإرتقاء بشراكتهما يمثل تحركا هاما يساعد فىتعزيز الوحدة بين الدول النامية، وإقامة نظام دولى اكثر عدلا وعقلانية.

- الرئيسالصيني يتعهد بتعزيز الروابط مع الدول العربية

تعهدالرئيس الصيني هو جين تاو بتعزيز التعاون السياسي والاقتصاديوالثقافي مع الدول العربية، فيما تم الاتفاق على الارتقاء بالروابط الثنائية الىالمستوى الاستراتيجي.جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس الصينيمع ممثلى الدول العربية في الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني العربيفي بكين، حيث تقدم الرئيس هو جين تاو بمقترح من ثلاث نقاط لتعزيز علاقة التعاونالاستراتيجية التي دشنت خلال الاجتماع الذي استغرق يومين في مدينة تيانجينالساحلية.واقترح الرئيس الصيني تعزيز الصينوالدول العربية الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون في الشئون الدولية ودعمالاطراف لبعضها فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية ذات المصالح الجوهرية فضلا عن التضافرفي مواجهة التحديات العالمية وحماية المصالح المشتركة للدول النامية.

وأكد هو جين تاو مبدأ المنفعةالمتبادلة في التعاون الاقتصادي.واقترح على الجانبين توسيع نطاقالتعاون في التجارة والاستثمارات والطاقة واقامة البنية التحتية، وفي مجالات امثالالمال والزراعة والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة.

كما اقترح الرئيس الصيني تعزيزالجانبين للتبادل والتعاون في قطاعات الثقافة والتعليم ووسائل الاعلام والشبابوالسياحة.

وقال الرئيس الصيني ان بلاده ستدعمبشدة عملية السلام في الشرق الاوسط، وبذل الجهود من جانب الدول العربية في العملعلى استعادة الحقوق الوطنية الشرعية، ودعم مقترح انشاء شرق اوسط خال من السلاحالنووي. واضاف ان الصين ستتعاون مع الدول العربية في تحسين منتدى التعاون الصينيالعربي بغية اسراع تنمية الروابط.

- رئيس مجلس الدولة: تعزيز التعاون في كافة المجالات وتحقيق التنمية المشتركة

قال رئيس مجلس الدولة الصيني السيد ون جياباو: يعتبر إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي خيارا استراتيجيا يخدم تطور العلاقات الصينية العربية على مدى بعيد في القرن الـ21 وخطوة هامة في تعزيز الحوار والتعاون الجماعيين بين الصين والدول النامية. في السنوات الست الماضية، لعب المنتدى دورا رياديا متزايد الأهمية على صعيد العلاقات بين الجانبين بفضل استكمال آلياته.

يساهم المنتدى في تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، يساهم المنتدى في دعم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الجانبين، يساهم المنتدى في تنشيط التبادل الثقافي والتواصل الشعبي بين الجانبين.

ويُعلمنا تاريخ العلاقات الصينية العربية أن الاحترام المتبادل والمساواة هو سر نجاح العلاقات السياسية بين الجانبين وأن الاستفادة المتبادلة والتواصل والتسامح هو مفتاح الانسجام والازدهار بين الحضارتين الصينية والعربية، وأن التعاون المخلص والمتبادل المنفعة هو الطريق الوحيد لتحقيق التنمية الاقتصادية المشتركة للصين والدول العربية. ليس هناك ما هو أغلى من الخبرات التي أخذناها من تجارب أنفسنا، فيجب أن نحرص عليها كل الحرص ونحفظها في قلوبنا.

في العامين الماضيين، كان عالمنا يعانى من التداعيات الخطيرة من الأزمة المالية الدولية، والآن، ظهرت للاقتصاد العالمي بوادر الانتعاش بفضل الجهود المشتركة من المجتمع الدولي، غير أن أسس الانتعاش ما زالت هشة، وذلك يتمثل في أزمات الديون السيادية المتفاقمة في بعض الدول، ونسبة البطالة العالية في الاقتصادات الرئيسية وتذبذُبات أسعار السلع الأساسية في الأسواق الدولية على مستوى عال وتنامي ظاهرة الحمائية التجارية. نحذر من التهوين من مدى خطورة وتعقيد هذه الأزمة وتداعياتها البعيدة المدى على الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم، علينا أن نتعامل معها برأس بارد ورباطة الجأش من خلال التضامن والتساند وتذليل العقبات التي تعترض على طريق الانتعاش المستدام للاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه، نلاحظ أيضا أن الأزمة المالية الدولية التي هي الأسوء على مدى 100 عام تنتِج عن تغيرات هائلة في المعادلة السياسية والاقتصادية العالمية تتمثل في تعديلات كبيرة لميزان القوى الدولية والعلاقات بين القوى الكبرى ونظام الإدارة الدولية وإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي. تولِد التغيرات أملا، وتصاحب الفرص التحديات. ففي هذا المنعطف الحاسم، يجب على رجال الدولة ذوي بُعد النظر ونفاذ البصيرة قراءة الأوضاع بمنظور صحيح وبعيد المدى وبذل الجهود المتضافرة للمضي قدما بعجلة السلام والتنمية والتقدم للبشرية.

      في هذا السياق، نؤكد على ضرورة تهيئة بيئة دولية تنعم بالسلام والاستقرار بما يوفر أسسا سياسية متينة لتحقيق الانتعاش الشامل والمستقر للاقتصاد العالمي.في سياق آخر، نؤكد على ضرورة دفع الإصلاح للنظام الاقتصادي والمالي الدولي والإسراع بإقامة نظام اقتصادي ومالي دولي جديد قائم على الإنصاف والعدالة.ومن الضروي أيضا الإسراع بتحقيق الأهداف الإنمائية الألفية والعمل على تضييق الفجوة بين الشمال والجنوب.وإنه من الأهمية بمكان أيضا بذل جهود حثيثة لضمان أمن الطاقة ومواجهة التغير المناخي بما يحقق التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي.

تقف الصين والدول العربية أمام نقطة انطلاق جديدة في مسيرة التاريخ التي تشهد التغيرات الهائلة. إن كلا من الأمتين الصينية والعربية صاحب الحضارة الباهرة في التاريخ، ونثق بأننا قادرون على كسب المجد والكرامة الجديدة في المستقبل من خلال جهودنا الدؤوبة. في ظل التغيرات الهائلة التي طرأت على النظام الدولي، تزداد الرؤى المشتركة والمصالح المشتركة والاحتياجات المتبادلة بين الصين والدول العربية. إن رفع مستوى العلاقات الصينية العربية في كافة المجالات أمر يتفق مع المصالح الأساسية للشعبين، ويساهم في تحقيق السلام والتنمية في العالم. إن الصين على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الدول العربية لدفع العلاقات الصينية العربية إلى الأمام رافعةً راية مفاهيم السلام والتنمية والتعاون.

      ندعو إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي. فمن الأهمية بمكان تكثيف الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى والمشاورات الاستراتيجية، وتبادل الخبرات في إدارة الدولة والتنمية الاقتصادية، وزيادة الثقة السياسية المتبادلة، وتبادل الدعم والتأييد في القضايا التي تتعلق بالمصالح الجوهرية لكل من الجانبين، وتعزيز التعاون في الشؤون الدولية والإقليمية الهامة لمواجهة سويا التحديات العالمية الكبرى. تؤكد الصين مجددا على مواصلة دعمها لمبادرة السلام العربية، وتستعد لبذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لإيجاد حل شامل وعادل ومنصف لقضية الشرق الأوسط في وقت مبكر.

      ندعو إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري. فمن الأهمية بمكان زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين وتنظيم التجارة وتحسين الهيكل التجاري. إن الصين على استعداد لمواصلة تطوير التجارة مع الدول العربية في مجال النفط والغاز الطبيعي ومشتقاتهما، وزيادة استيراد المنتجات غير النفطية من الدول العربية، بينما تزيد الصين من تصدير المنتجات الميكانيكية والكهربائية والعالية التكنولوجيا ذات القيمة المضافة الأكثر إلى الدول العربية. ستواصل الصين تشجيع الشركات الصينية المؤهلة للاستثمار ومزاولة الأعمال في الدول العربية، بما يساهم في التنمية الاقتصادية في الدول المضيفة. بينما ترحب الصين بالمزيد من الشركات العربية لتطوير أعمالها في الصين. تستعد الصين لدفع التعاون بين الجانبين في مجال البنية التحتية وتنظيم التعاون في مجال العمالة ودعم الشركات للجانبين للمشاركة في مشاريع الكهرباء والسكة الحديد والطرق وتعميق التعاون في مجال التنقيب والاستخراج والتكرير والبتروكيماويات للنفط والغاز الطبيعي. تدعم الصين توسيع التعاون بين الجانبين في مجال المالية، وتعزيز التعاون والحوار في مجالات حماية البيئة ومكافحة التصحر.

      ندعو إلى تعزيز التبادل والتعاون الثقافي. هناك مثل عربي يقول إن التينة تنظر إلى التينة فتينع. فإن تعزيز الحوار والتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارة الصينية والحضارة العربية والإسلامية ستزيد من ثقافتنا الوطنية روعة وثراء وازدهارا. وترحب الصين بإقامة المعرض والعرض الفني واليوم الثقافي والأسبوع الثقافي لدى الجانبين، وتستعد لبذل جهود مشتركة مع الدول العربية لإنجاح الدورة الثانية لمهرجان الفنون العربية الذي سيقام في بكين وشانغهاي هذا العام. ونعمل على تشجيع إرسال المزيد من الطلبة الوافدين إلى الجانب الآخر، وتدريس اللغة العربية في الصين وزيادة عدد الجامعات والمعاهد لتدريس اللغة العربية. كما على الجانبين تشجيع ترجمة ونشر الأعمال الأدبية المتميزة لدى الجانب الآخر، بما يعمق الصداقة الصينية العربية في قلوب الشعبين جيلا بعد جيل.

- العلاقات الصينية اليمنية

يعتبر اليمن من أوائل الدول العربية التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية. على الرغم من تقلبات الأجواء الدولية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956، ظلت علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين تتطور تطورا صحيا ومتزنا صامدة أمام مختلف الاختبارات. خاصة في السنوات الأخيرة، يزداد التواصل السياسي بينهما. ان الزيارة الناجحة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح للصين عام 2006م والزيارة الناجحة التي قام بها سيادة السيد شي جينبينغ نائب الرئيس الصيني في السنة الماضية لليمن قد دفعتا بقوة تطور علاقات الصداقة والتعاون بين الصين واليمن. ويتطور التعاون المتبادل المنفعة في شتى المجالات بخطوة ثابتة، ويزداد التواصل بينهما في المجالات الثقافية والتعليمية والرياضية والصحية. وحقق التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقوية نتائج مثمرة. ويمكن اعتبار التعاون الودي بين البلدين نموذجا للدول النامية. وتقدم الصين على الدوام لليمن المساعدات على قدر الامكان، وتؤيد بثبات جهود اليمن في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن الحكومة الصينية تشكر الحكومة اليمنية على إلتزامها الثابت بسياسة الصين الواحدة ودعمها لإعادة توحيد الصين. ويحمل الطرفان آراء متطابقة أو متشابهة في كثير من القضايا الدولية والإقليمية الهامة، كما يتبادلان الفهم والدعم ويحافظان على التنسيق والتعاون الطيبين في الشؤون الدولية على الدوام.

وإني على الثقة بأن الصداقة الصينية اليمنية ستتعزز يوما بعد يوم عبر الجهود المشتركة المبذولة من قبل الحكومتين الصينية واليمنية والشعبين. وسيضاف فصل جديد حتما إلى علاقات التعاون الودي بين البلدين في كافة المجالات.

أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة