وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > الأخبار اليومية
تعزيز السلام والسعي إلى التنمية وإحراز التقدم معا لنبني شراكة أوثق بين الصين واليمن
2023-11-27 14:34

النص الكامل لكلمة القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن السيد شاو تشنغ  في المؤتمر البحثي الثاني لدراسات العلاقات اليمنية الصينية:

السيدات والسادة الأصدقاء:

السلام عليكم!

لقد مرت أكثر من تسعة أشهر منذ انعقاد المؤتمر البحثي الأولى. اليوم، يسعدني جدا المشاركة في المؤتمر البحثي الثاني مع النخب والأكاديميين والشباب في اليمن للحديث بحرية عن جميع جوانب العلاقات الصينية اليمنية وجمع الأفكار حول سبل مواصلة تعزيز العلاقات الصينية اليمنية. وهنا، وبالنيابة عن جميع موظفي السفارة الصينية في اليمن، أود أن أتقدم بخالص تحياتي وأطيب تمنياتي لجميع الأصدقاء اليمنيين الذين يهتمون بالصين ويحبون الصين. واليوم، أود أن أشارككم آرائي حول كيفية بناء شراكة أوثق بين الصين واليمن بشكل مشترك.

أولا، تؤكد الصين رغبتها في العمل مع الأصدقاء اليمنيين لتعزيز العلاقات الصينية اليمنية من الامتداد والارتفاع والعمق.

   يمثل الاتساع في التاريخ الطويل للتبادلات بين البلدين، والذي يمتد لآلاف السنين. إن قصة الرحلات الخمس للبحار الصيني تشنغ خه إلى عدن معروفة ومشهورة في الصين. وفي التاريخ الحديث، دعمت الصين واليمن بعضهما البعض وأقامتا الصداقة العميقة. قبل شهرين، احتفلنا بالذكرى السابعة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وعلى مدى السنوات الستين الماضية، تم تداول العديد من قصص الصداقة الصينية اليمنية و"البصمات الصينية" بنطاق واسع.

يمثل الارتفاع في حقيقة أن التعاون بين البلدين يحظى باهتمام كبير من قبل قادة البلدين. وفي وقت مبكر يوليو عام 2008، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو كان نائب الرئيس حينذاك بزيارة إلى اليمن. وفي ديسمبر عام 2022، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بنظيره رئيس مجلس الرئاسة د. رشاد العليمي أثناء القمة الصينية العربية الأولى، حيث أشار الرئيس الصيني إلى أن الصين تدعم اليمن للحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وتدعم جميع الأطراف اليمنية لحل القضية اليمنية عبر الطريقة السياسية، وترغب الصين في مواصلة تقديم المساعدات على  قدر إمكانها لإعادة الإعمار في اليمن ودفع تعزيز وتعميق العلاقات الودية التقليدية بين الصين واليمن بشكل مستمر. كما أن الصين على استعداد للعمل مع اليمن لتعميق التعاون الجماعي الصيني العربي وخلق آفاق جديدة لتنمية العلاقات الصينية العربية. إن اللقاء بين رئيسي البلدين يشير إلى اتجاه تطور العلاقات الصينية اليمنية. ومنذ بداية هذا العام، تبادل رئيسا البلدين الرسائل عدة مرات. ومن المعتقد أنه بالتخطيط الشخصي لرئيسي البلدين وعبر الجهود المشتركة للشعبي الصيني واليمني، فإن العلاقات بين البلدين ستفتح آفاقا أوسع وأفضل.

يمثل العمق في حقيقة أن الشعبين من الأصدقاء الأعزاء وتنتشر القصص الجميلة بشكل واسع. ويوجد حاليا أكثر من 3500 طالب يمني يدرسون في الصين. في هذه الأيام، انتشر مقطع فيديو للشاب اليمني اسمه ميدو الذي يدرس في جامعة لانتشو في الصين انتشرت على شبكة الإنترنت الصينية بشكل واسع وهو لا يتكلم اللغة الصينية بشكل رائع ويتمتع بأداء أكاديمي ممتاز فحسب، بل يعمل جاهدا على تقوية الصداقة الصينية اليمنية ليصبح جسر التبادلات بين البلدين. وقد هنأه الشعب الصيني بشكل خاص للتزوج من الفتاة الصينية وأصبح "صهر الصين". يمكننا أن نجد كثيرا من القصص المشابهة في الإنترنت. وأيصا سمعت أن هناك أكثر من 30 ألف يمني يقومون بالأعمال التجارية أو الدراسة أو الزيارة في الصين. كانت الصين ترسل أكثر من 3500 طبيب إلى اليمن لعلاج الأمراض وإنقاذ الأرواح بالتفاني والعطاء. لقد التقيت بوكيل وزير الصحة اليمني قبل نحو شهر، إنه شمر عن ساعده وأراني المكان الذي أجرى فيه الأطباء الصينيون العملية الجراحية له، وأشاد بمهارات الأطباء الصينيين. منذ عام 1966، عالج الأطباء الصينيون أكثر من 10 ملايين شخص في اليمن وأجروا 600 ألف عملية جراحية، وتعد البعثة الطبية الصينية أكبر البعثات الطبية التي أرسلتها الصين إلى الخارج في التاريخ. وتحظى بروح "الحب بلا حدود" التي تتحلى بها البعثة الطبية الصينية بإشادة واسعة النطاق.

ثانيا، ترغب الصين في تقديم مساهمات إيجابية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن في وقت مبكر. فبدون الاستقرار، تكون التنمية مياها بلا مصدر، وبدون الأمن يكون الرخاء شجرة بلا جذور. تلتزم الصين بتحقيق السلام في اليمن ودعم سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، ودعم مجلس الرئاسة والحكومة الشرعية بشكل ثابت. منذ التوصل إلى الهدنة في إبريل العام الماضي، انخفضت شدة الصراعات في اليمن بشكل كبير وتم تنفيذ بعض الإجراءات الإنسانية، مما خلق بيئة جيدة لمواصلة تعزيز العملية السلمية. نولي اهتماما كبيرا بالوضع والعملية السلمية في اليمن، ونعرب عن دعمنا لتعزيز التواصل والحوار بين جميع الأطراف بشأن القضية اليمنية مؤخرا، ونرحب بالتقدم الإيجابي الذي تم إحرازه أخيرا في العملية السلمية. وقد لاحظنا أن الدول الإقليمية مثل السعودية بذلت جهودا كبيرة لتحقيق هذا الهدف ونحن نقدر بذلك. أيضا ندعم عمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ ودور الأمم المتحدة باعتبارها القناة الرئيسية للوساطة. ونعتقد أنه من المهم للمجتمع الدولي أن يحافظ على وحدته بشأن القضية اليمنية. لقد ألحقت الحرب المستمرة منذ تسع سنوات بأضرار جسيمة للبلد وبكوارث خطيرة للشعب اليمني، وأرى أن الشعب اليمني يتطلع إلى السلام للغاية. إن تحقيق السلام ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس مستحيلا. وسنواصل تعزيز التواصل مع كافة الأطراف بشأن القضية اليمنية، ولعب دور الحث بالتفاوض والنصح بالتصالح ومساعدة جميع الأطراف على تجاوز الخلافات وإيجاد التوافق وتحقيق المصالحة وبناء الثقة المتبادلة.

ثالثا، ترغب الصين في العمل مع كافة الأطراف لتعزيز السلام في المنطقة. منذ بداية هذا العام، بذلت الصين جهودا حثيثة من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لقد طرحت الصين مبادرة الأمن العالمي، كما حققت السعودية وإيران المصالحة بوساطة الصين في مارس، الأمر الذي ضخ زخما قويا لتيسير العلاقات بين دول المنطقة وقدم دعما مهما للسلام والاستقرار في المنطقة. إنه يعتبر انتصارا للحوار والدبلوماسية والسلام. إن الوضع في اليمن يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن والاستقرار الإقليمي، فإذا لم يكن اليمن آمنا فإن الأمن الإقليمي سيكون فيه مخاطر خفية، وإذا لم تكن المنطقة آمنة، ستأثر على الأمن في اليمن. منذ اندلاع الصراع في غزة الشهر الماضي، شاركت الصين بنشاط في جهود الوساطة الرامية إلى إنهاء الحرب وتعزيز السلام. في 21 نوفمبر، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة الافتراضية الخاصة لقادة البريكس حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية وألقى خطابا مهما بعنوان "تعزيز وقف إطلاق النار والحرب لتحقيق السلام والأمن الدائمين"، داعيا إلى حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن المخرج الأساسي لحل دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو تنفيذ "حل الدولتين"، واستعادة الحقوق الشرعية للأمة الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ومؤخرا، أجرى وزير الخارجية وانغ يي محادثات مع الوفد المشترك من وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية في بكين، قائلا إن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية والإسلامية لتهدئة الحرب في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية في أقرب وقت ممكن. كما ينفذ المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون "دبلوماسية مكوكية" بنشاط في المنطقة. كل تلك الأعمال  تثبت أننا نأمل بصدق في تحقيق السلام في المنطقة واتخاذ الإجراءات العملية لتحقيقه. وسنواصل العمل الجاد لنكون دائما من يدعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ومن يتعاون من أجل التنمية والازدهار في الشرق الأوسط، ومن يدفع للوحدة والاعتماد على الذات في الشرق الأوسط.

رابعا، ترغب الصين في العمل مع اليمن لتعزيز التنمية وإعادة الإعمار. فقط عندما تستمر الدولة في التطور، يمكن لاقتصادها أن ينمو، وللمجتمع أن يستقر، وللعلوم والتكنولوجيا أن تبتكر وللقدرة التنافسية الوطنية أن تقوى، والأهم من ذلك، يمكن أن تتحسن حياة الشعب بشكل أفضل. يتمتع اليمن بالعديد من المزايا، الموقع الجغرافي الاستراتيجي، والثروات الطبيعية المتنوعة والغنية، والشعب المجتهد والذكي. ويمكن القول إن اليمن أرض الكنز للتنمية، وبمجرد أن يسير على الطريق الصحيح، فسوف سيتقدم بطاقة هائلة.

لقد قدمت الصين المساعدات الكبيرة والدعم القوي للتنمية الاقتصادية في اليمن.  هناك القول الصيني "إذا أردت أن تصبح ثريا، فيجب عليك بناء الطرق أولا" وقد ساعدت الصين اليمن على بناء الطريق الحديدة- صنعاء والطريق عدن- المكلا وجسر الصداقة الصينية اليمنية. "علمني كيف اصطاد خير من أعطني السمك"، لقد ساعدت الصين اليمن على بناء مصنع الغزل النسيج ومصنع الأسمنت والمعهد اليمني الصيني للعلوم التقنية والتطبيقية ومستشفى الصداقة الصينية اليمنية، وأرسلت الصين الفريق الفني والبعثة الطبية إلى اليمن لنقل المهارات والمعرفة والخبرة التنموية للشعب اليمني، وتقديم مساهمات مهمة في التنمية الاقتصادية في اليمن. وفي الوقت الحاضر، لا تزال العلاقات الاقتصادية بين الصين واليمن وثيقة. وفي العام الماضي، بلغ إجمالي الحجم الاقتصادي والتجاري بين البلدين إلى أكثر من 3 مليارات دولار. وبحسب كلام الأصدقاء اليمنيين، فإن أكثر من 70% من البضائع في السوق اليمنية مصنوعة في الصين. إن البضائع الصينية العالية الجودة و المنخفضة السعر تسهل حياة الشعب اليمني بشكل كبير.

تسعى الصين إلى تحقيق التنمية المشتركة مع اليمن. وفي الوقت الحاضر، أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة تاجرة للسلع، وتشهد الازدهار في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة وإلخ. يمكن للصين واليمن أن تكملا مزايا بعضهما البعض ويحققا نتائج "واحد زائد واحد أكبر من اثنين". في الشهر الماضي، انعقدت الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا رئيسيا بعنوان "بناء عالم ينعم بالانفتاح والشمول والتواصل والترابط والتنمية المشتركة" في حفل الافتتاح، وأعلن أن الصين تقوم بالأعمال الثمانية لبناء "الحزام والطريق" بجودة  عالية من ضمنها تنفيذ مشاريع صغيرة للمساعدة في سبل العيش، وتعزيز التعاون في التعليم المهني بين الصين والدول الأجنبية، وتعميق التعاون في البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء والنقل الأخضر، ودعم التواصل الشعبي، واستكمال آلية التعاون الدولي بشأن "الحزام والطريق"وإلخ، كلها تشير إلى الاتجاه لمزيد من التعاون بين الصين واليمن. إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ينطلق من الصين، والنتائج والفرص تعود إلى العالم. إن الصين مستعدة للعمل مع اليمن والدول الأخرى في جميع أنحاء العالم لبناء عالم ينعم بالانفتاح والشمول والتواصل والترابط والتنمية المشتركة، والعمل على تعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. ويعد اليمن محطة مهمة لمبادرة "حزام وطريق"، وعضوا في "مجموعة أصدقاء" لمبادرة التنمية العالمية، فالصين مستعدة للقيام بتعاون أوثق وأعمق وأشمل مع اليمن في مختلف المجالات. حتى يتمكن اليمن من صعود إلى قطار التنمية السريع للصين، مما حول إمكانات اليمن الهائلة إلى قوة دافعة قوية للتنمية وحقق مكاسب ملموسة للشعبي الصيني اليمني.

السيدات والسادة والأصدقاء،

حسب التقويم القمري الصيني، العام المقبل هو عام التنين. وأعتقد أن جميع الأصدقاء اليمنيين يعرفون "التنين الصيني". يمثل التنين القوة والخير. دعونا نأمل أن تكون العلاقات الصينية اليمنية أكثر قوة في عام التنين، ونأمل أن يتقاسم شعب الصين واليمن الحظ السعيد. وختاما، أدعو الجميع إلى العمل معا وبذل قصارى الجهود لبناء شراكة أوثق بين الصين واليمن بالتشجيع من التنين!

شكرا لكم جميعا!


أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة