وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > الأخبار اليومية
النظر إلى الماضي المجيد والتطلع إلى المستقبل المشرق بناء شراكة التعاون بين الصين واليمن في العصر الجديد
2023-02-17 17:20

سألني العديد من الأصدقاء اليمنيين عن كيفية تحديد العلاقات الصينية اليمنية. وأعتقد أنها علاقة ذات الاتساع والعمق والارتفاع. إن اتساعها يرجع إلى التاريخ الطويل من التبادلات بين البلدين. إن عمقها يرجع إلى المشاعر العميقة بين الشعبين. إن ارتفاعها يرجع إلى تمتع البلدين بالعديد من المزايا في التعاون ونقطة البداية العالية جدا. فأصبحت الصين واليمن شقيقين وشريكين وصديقين يشاركان في السراء والضراء.

إن العلاقات الصينية اليمنية علاقات قديمة. إن الصين واليمن من الدول القديمة ذات الحضارة العريقة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين وهما من مهد الحضارة الصينية والحضارة العربية. وفقا للسجلات، فقد تبادلت الصين واليمن المبعوثين وتبادلت التهاني الودية منذ ما قبل الميلاد. منذ أكثر من 600 عام، كان البحار الصيني تشنغ خه يقود الأسطول إلى عدن خمس مرات. في ديسمبر العام الماضي، زار فريق العمل من سفارتنا إلى عدن وزرت النصب التذكاري لتشنغ خه. يربط طريق الحرير القديم بالصين واليمن. تُعتبر الصين نقطة الانطلاق له ويُعتبر اليمن المحور له. ويتخذ الجانبان التبادلات الاقتصادية والتجارية كحلقة الوصل والتبادلات الثقافية كالجوهر. تتقدم العلاقات الصينية اليمنية في نهر التاريخ وأصبحت أقوى فأقوى.

إن العلاقات الصينية اليمنية راسخة مثل الصخرة. في عام 1956، اعترف اليمن بجمهورية الصين الشعبية وأصبحت من أوائل الدول العربية التي اعترفت بالصين الجديدة. على مدار الستين عاما الماضي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، قدمت الصين قدرا كبيرا من المساعدات لليمن حيث تم بناء الطرق والجسور والمصانع في كل المحافظات اليمنية. وتتداول قصص البعثة الطبية الصينية والمهندسين الصينيين. من أشهرها طريق الحديدة - صنعاء الذي اكتمل بناؤه عام 1962 وجسر الصداقة الصينية اليمنية الذي اكتمل بناؤه عام 1975 والبعثة الطبية الصينية لليمن منذ عام 1966. في مطلع هذا الشهر، قمت بالزيارة إلى محافظة حضرموت ورأيت جسر الصداقة الصينية اليمنية في مدينة المكلا. لا يربط هذا الجسر بالجانبين الشرقي والغربي لمدينة المكلا فحسب، بل يربط بالصداقة بين الشعبي الصيني اليمني. في عام 1995 تم تحديد علاقة التوأمة بين شنغهاي وعدن. وفي عام 1998 تم تحديد علاقة التوأمة بين مقاطعة أنهوي ومحافظة حضرموت. على الصعيد الدول، يتعاون البلدان ويدعم كل منهما الآخر في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، وأصبحت العلاقة بين البلدين نموذجا للتبادلات بين الدولتين. تتطور العلاقات الصينية اليمنية بثبات في تيار العصر وتصمد ضد كل الرياح والأمواج.

إن العلاقات الصينية اليمنية علاقات ذات المستقبل المشرق. أصبحت الصين حاليا ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية و تجارية والسلعية وتشهد الازدهار في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة وغيرها. يتمتع اليمن بالموقع الجغرافي المتميز وبجوار البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب وغني بالموارد الطبيعية المختلفة كالنفط والغاز والمعادن والثروة السمكية والسياحية والموارد الأخرى. إن الشعب اليمني مجتهد وذكي ويساهم في تطور البشرية في فترات تاريخية مختلفة. إن الصين مستعدة للتعاون مع اليمن في إطار مبادرة "الحزام والطريق" ومبادرة التنمية العالمية لتحقيق تكامل المزايا وتحويل إمكانيات اليمن الهائلة إلى قوة دافعة للتنمية وتحقيق مكاسب ملموسة للشعبي الصيني اليمني. تخطو العلاقات الصينية اليمنية خطوات كبيرة في مرحلة جديدة وهي حافلة بالحيوية.

دخلت الحرب في اليمن عامها الثامن. منذ ثماني سنوات، تهتز أرض اليمن وتستنزف دماء الشعب اليمني ويبكي أطفال اليمن. عاما بعد عام تستمر معاناة الشعب اليمني حتى تتراكم. ورغم كل الصعوبات، لم يتوقف سعي الشعب اليمني لتحقيق السلام ولم تتوقف جهود السلام التي تبذلها جميع الأطراف في اليمن ودول المنطقة والمجتمع الدولي. في 2 أبريل العام الماضي، توصلت الأطراف اليمنية إلى الهدنة برعاية المبعوث الأممي الخاص واستمرت لمدة ستة أشهر، مما يسمح لليمن باستعادة السلام والاستقرار. الوضع الحالي صعب المنال، فآمل أن تعتز به جميع الأطراف بشكل أكثر. تبذل الصين بصفتها أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جهودا متواصلة من أجل تحقيق السلام في اليمن. المشاركة بنشاط في العملية السلمية في اليمن التي تقودها الأمم المتحدة ودعم جهود الوساطة للمبعوث الأممي الخاص وتعزيز التنسيق مع دول المنطقة لبحث سبل تحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة. والمشاركة المكثفة مع جميع الأطراف في اليمن وإقناعها تغليب مصالح الشعب والوطن وتقريب الخلافات وتضييق الفجوات. ستواصل الصين العمل مع جميع الأطراف في اليمن ودول المنطقة والمجتمع الدولي لإخماد نيران الحرب في أسرع وقت ممكن وجعل نور السلام يضيء أرض اليمن.

يمكن للشعب الصيني أن يشعر بشكل ملموس بمعاناة الشعب اليمني. لقد وقعت الصين الحرب منذ مائة عام. ولكن تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، أصبحت الصين مستقلة وغنية وقوية وتتجه بالثقة الكاملة إلى النهضة العظيم للأمة الصينية. يدل التاريخ الصيني على أنه لكي تتطور دولة، يجب أن تحافظ على الوحدة الداخلية وتتمسك بقوة بمصيرها بين يديها. كما يوضح التاريخ الصيني أنه فقط عندما يكون الاقتصاد متطورا بشكل جيد، يمكن لتحقيق استقرار على المدى الطويل وتحقيق التنمية والازدهار والنهضة.

في الفترة بين 7 إلى 10 ديسمبر 2022، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ بنجاح القمة الصينية العربية والقمة الصينية الخليجية وقام بزيارة رسمية إلى السعودية. أثناء القمة الصينية العربية، ألقى الرئيس شي جين بينغ خطابا هاما ولخص روح الصداقة الصينية العربية وأعلن عن "أعمال الثمانية المشتركة" لتعزيز التعاون العملي بين الصين والدول العربية وهي تشمل تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتمنية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارتين وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار.أعلن الرئيس شي جين بينغ بشكل خاص أن الصين ستقدم المساعدات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار لليمن ودول أخرى، مما سيعود بالفائدة على الشعب اليمني بشكل كبير. وتحدد "أعمال الثمانية المشتركة" النقاط الرئيسية للتعاون الصيني العربي والصيني اليمني وأشارت إلى اتجاه التعاون المستقبلي بين الصين والدول العربية والصين واليمن. في 9 ديسمبر العام الماضي، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي وأكد على أن الصين تدعم اليمن في الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه وتدعم جميع الأطراف اليمنية لحل القضية اليمنية بالطرق السياسية. إن الصين مستعدة لمواصلة تقديم المساعدات بقدر إمكانها لإعادة الإعمار في اليمن من أجل تعزيز العلاقات الودية التقليدية بين الصين واليمن. كما أن الصين مستعدة للعمل مع اليمن لتعميق التعاون الجماعي الصيني العربي وخلق آفاق جديدة لتنمية العلاقات الصينية العربية. أعتقد أنه تحت التخطيط والإرشاد من رئيسي الدولتين والجهود المشتركة من كل الأشخاص في الصين واليمن، فإن العلاقة بين البلدين ستفتح بكل التأكيد آفاقا أوسع وأكثر إشراقا.

حسب التقويم القمري الصيني، هذا العام هو عام الأرنب. يمثل الأرنب الحكمة والسرعة وآمل أن تتقدم العلاقات الصينية اليمنية مثل الأرنب في عام الأرنب وتحقق إنجازات أكبر في مختلف المجالات. أنا على استعداد للعمل مع الأصدقاء اليمنيين لكتابة فصل جديد من العلاقات الصينية اليمنية في العصر الجديد!


أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة