وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > أخبار السفارة
العلاقات اليمنية - الصينية.. 58 عاماً من العطاء و النجاح .. إلى الشراكة والبناء !!
2014-05-27 15:42


تكتسب العلاقات اليمنية – الصينية بعداً استراتيجياً وتاريخياً لما تمثله هذه العلاقة من تطور و نماء وشراكة وبناء جذروها ضاربة في أعماق التاريخ منذ القدم .

وتكتسب أهمية خاصة كون جمهورية الصين الشعبية الصديقة كانت أولى الدول التي بادرت في مساعدة اليمن منذ ما يزيد عن نصف قرن بأهم شريانين حيويين هما طريق صنعاء ــ الحديدة ، وطريق عدن ــ المكلا، إضافة إلى العديد من المشاريع الخدمية والتنموية التي قدمتها الصين الشعبية لليمن منذ ما يقارب 58 عاماً وحتى الآن.

علاقات تاريخية:

وتعتبر العلاقات التاريخية بين الجمهورية اليمنية وجمهورية الصين الشعبية علاقات متينة وقوية ومتميزة وقديمة ترجع جذورها إلى عهد الإمبراطور تشو دي عندما أرسل البحار المسلم تشنغ خه على رأس أضخم أسطول تجاري على مدى التاريخ والذي تجاوز أكثر من مائة سفينة ضخمة بغرض تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الصين وقارتي آسيا وأفريقيا و وصولة إلى ميناء عدن عام 1416 م، فيما قام الحكام اليمنيون بالرد على هذه الزيارة بإرسال بعثة إلى البلاط الصيني مع خطاب وهدايا ثمينة إلى إمبراطور الصين أنذاك، وتعززت تلك العلاقات بزيارة أربع بعثات يمنية الصين خلال فترة حكم أسرة مينغ ( 1368-1644م) عن طريق تجارة الحرير والبخور واللبان البحري الذي ربط الموانئ الصينية بالموانئ اليمنية خلال تلك الفترة، والذي مازال النصب التذكاري للبحار الصيني المسلم تشن خه موجود حالياً في عدن شاهداً للعيان على متانة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين منذ القدم.

علاقات دبلوماسية:

وفي خمسينيات القرن الماضي كانت الدول العربية تواجه تحديات عديدة، في الوقت الذي كانت الصين تعاني من سياسة الحصار والاحتواء، إلى أن جاء مؤتمر باندونغ بإندونيسيا في 18 إبريل عام 1955م، والذي كان له آثار عميقة على العلاقات الصينية- العربية عامة واليمن خاصة، و فتح الباب على مصراعيه لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جميع الدول العربية و الصين،والذي كان من أهم نتائجه، إعلان الوفد الصيني المشارك في المؤتمر فتح صفحة جديدة ومد يد التعاون والصداقة لتسع دول عربية كانت اليمن من أولى البلدان التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في 24 سبتمبر عام 1956م سبقتها بشهور مصر في 30 مايو و سوريا في الأول من أغسطس من العام نفسه.

وتأتي العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بين اليمن– والصين امتداداً للعلاقات التاريخية القديمة بينهما بهدف تنشيط أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، حيث عمل البلدان عام 1987 على إنشاء اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وعقدت اللجنة المشتركة منذ ذلك الوقت تسع دورات متتالية شكلت بذلك دفعة قوية نحو مزيد من تطور العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتعزيز مجال الاستثمارات والمشاريع المشتركة في مختلف المجالات الخدمية والتنموية والصحية والاقتصادية والتجارية والثقافية والبنية التحتية والطرق والجسور والتشييد والبناء.

العلاقات التجارية :

عرفت العلاقات التجارية بين اليمن والصين تطوراً ونمواً متميزاً قياساً بالعلاقات التجارية بين اليمن وكثير من الدول الرأسمالية، حيث احتلت واردات الصين إلى اليمن الشمالي سابقا المرتبة الرابعة خلال الثمانينيات بعد السعودية واليابان وفرنسا، وتأتي بعد الصين كل من المانيا الغربية والمملكة المتحدة وإيطاليا، بينما يشهد التعاون التجاري بين اليمن والصين اليوم نتائج ملحوظة فقد أصبحت الصين الشريك التجاري الأكبر لليمن، وفي العام الماضي وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى رقم قياسي بلغ خمسة مليارات و مئتين وخمسين مليون دولار أمريكي بنسبة زيادة 14.84 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة للعام المقابل له، كما يوجد في اليمن العديد من الشركات الاستثمارية الصينية في مختلف المجالات.

وتعززت العلاقات اليمنية – الصينية بزيارة رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادئ الأخيرة إلى العاصمة بكين في نوفمبر من العام الماضي والتقائه بفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية والتي مثلت تلك الزيارة أهمية بالغة خصوصاً في الظرف الذي يمر بها اليمن عقب عملية الانتقال السياسي للسلطة والتي بشرت بنصف قرن جديد من علاقات التعاون الصاعدة نحو جوهر الآمال والطموحات الثنائية راسخة الجذور و واضحة المسار والمعالم من خلال انتقال هذه العلاقة من مرحلة الوقوف مع الثورة اليمنية والتأييد للوحدة وتقديم المساعدات الخدمية والتعليمية والتنموية إلى مرحلة الشراكة المتقدمة في البناء والاستثمار الاقتصادي.

مشاريع طموحة:

وقد أثمرت زيارة رئيس الجمهورية لجمهورية الصين الشعبية في نوفمبر 2013م عن حزمة من اتفاقيات التعاون الاستثماري والمستقبلي مع جمهورية الصين الصديقة في مختلف المجالات وفي مقدمتها اتفاقية توسيع وتعميق محطة الحاويات بميناء عدن بتكلفة 507 مليون دولار، وكذا في مجال التخطيط والتعاون الدولي والتربية التعليم، والتعليم المهني، فضلاً عن مكرمة الرئيس الصيني شي جين بينغ بإعلانه عن تقديم منحة مالية مجانية لليمن بمبلغ 100 مليون يوان بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية للصين و 50 مليون يوان هدية لوزارة الدفاع اليمنية و 200 مليون يوان قرضا طويل الأجل دون فوائد، لتصل إجمالي تكلفة المشاريع التي ستقدمها وتنفذها الصين في اليمن خلال الفترة القادمة بـ700 مليون دولار تقريباً في مختلف المجالات.

وستشكل هذه المشاريع دفعة قوية لعلاقات التعاون القوية والمتينة بين البلدين الصديقين من خلال إسهاماتها الواعدة في تعميق وتوسعه القناه الملاحية الخارجية لميناء الحاويات بعدن بطول 7400 متر وعرض 250 متر وعمق 18 متر إضافة إلى القناة الملاحية الداخلية بطول 3800 متر وعرض 230 متر وعمق 18 متر، ليصل قدرة المناولة في الميناء إلى مليون و500 ألف حاوية في العام الواحد، وكذا في إنتاج الطاقة والكهرباء والبنية التحتية والمطارات واستخراج النفط والغاز والجسور والطرقات والصحة .




العلاقات الاقتصادية والتنموية:

لم تكن المشاريع التي تقدمها جمهورية الصين الشعبية لليمن منذ خمسينيات القرن الماضي مشاريع وهمية او حبراً على ورق، ولكنها مشاريع فعلية بدون قيود او شروط مسبقة تحمل في طياتها الكثير من المعاني النبيلة وقيم التسامح والخير والمحبة بين الشعبين الصديقين والمنفعة لبسطاء وعامة الناس في الريف والحضر وصارت اليوم واقعاً ملموساً تشهدها الأجيال المتلاحقة ومنها كما في المقدمة أهم شريان يربط اليمن بالميناء الرئيسي سابقاً طريق صنعاء – الحديدة التي أبدعت أيادي الصينيين فيه فن النحت على الجبال وارتوت الأرض الطيبة بدمائهم الزكية وتخلدت ذكراهم في قلوب الأجيال من الشعب اليمني، وكذا مشروعي مستشفى الصداقة الصينية – اليمنية الحديث بمنطقة سواد حزيز بأمانة العاصمة الذي تم افتتاحه تزامناً مع احتفالات العيد الوطني الـ24 للجمهورية اليمنية الـ22 من مايو 1990،وكذا مشروع المكتبة الوطنية الكبرى بأمانة العاصمة المقدمين كمنحة صينية وفي قيد البناء والتنفيذ، واللذان سيسهمان في توسيع التبادلات الاجتماعية والثقافية والإنسانية بين البلدين الصديقين، وسنستعرض أهم المشاريع التي قدمتها الصين لليمن على مدى 58 عام.

مستشفى الصداقة اليمنية الصينية (مستشفى 48 النموزجي)


مشروع مستشفى الصداقة اليمنية الصينية المدعوم من قبل الحكومة الصينية لليمن بقيمة 12 مليون دولار أمريكي، وبدا عمله في شهر يونيو عام 2010 م، وانتهى المشروع في 3 يوليو 2013،وتم الاستسلام إلى الجانب اليمني في نفس الوقت ، وللمستشفى أقسام كاملة وله 120 سريرا، وعيادات استقبال خارجية تتسع لأكثر من 500 مريض يومياً، ويجمع تصميم المستشفى العناصر التقليدية للبلدين ووظيفته بصفة عامة مستشفى عام متقدم مجهز بأحدث التجهيزات التقنية، وقد استطاع العمال الصينيون التغلب على فترة الأحداث والصراع التي شهدها اليمن عام 2011م واستمروا في عملهم بكل تفان وإخلاص وإنجازه بالفترة المحددة رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتم، و خلال مطلع العام الجاري2014، قدمت الحكومة الصينية المساعدات الجديدة للمستشفى من المعدات الطبية الحديثة المتقدمة بقيمة أكثر من خمسة ملايين دولار أمريكي ، وسترسل 14 طبيبا وطبيبة للعمل بالمستشفى خلال الفترة القادمة لخدمة المرضى اليمنيين .

مبنى وزارة الخارجية



وأشار التقرير الخاص بالمشاريع الممولة والمنفذة من الحكومة الصينية إلى مشروع مبنى وزارة الخارجية اليمنية الذي بدأ إنشاءه في فبراير عام 2006م بمنحة صينة و انجز المشروع في 30 أبريل 2007، ويقع بمساحة إجمالية تقدر ب550 ألف متر مربع ويضم المبنى الرئيسي على سبعة طوابق وارتفاعه 29.25 متر، والذي افتتحه رئيسا الجمهورية بالبلدين الصديقين أثناء توليهما منصب نائب الرئيس خلال تلك الفترة .

جسر الصداقة اليمنية الصينية بصنعاء


كما ساهمت الصين في تمويل وتنفيذ مشروع جسر الصداقة اليمنية- الصينية بالعاصمة صنعاء الذي بدأ تنفيذه فى شهر مارس 1999م وانجز في ابريل عام 2000م، ويعتبر أول جسر كبري في اليمن، ويبلغ طوله 402 متر و بعرض إجمالي 5ر15 متر ، وساهم في تخفيف حالة الازدحام المروري التي كانت تحصل في ذلك المكان، فضلاً عن إضفاءه منظر جمالي للمناظر الطبيعية والسياحية لصنعاء القديمة.

العلاقات اليمنية- الصينية خلال الفترة (1962-1989م) تاريخ لا ينسى!

-
المدرسة الفنية وإعادة تأهيلها :


تميزت علاقات التعاون بين اليمن والصين منذ قيام ثورة سبتمبر 1962م بالتقدم واتساع مجالاتها بفعل المواقف المبدئية والثابته للبلدين تجاه بعضهما اتسمت بالاحترام المتبادل ومعاملة متكافئة وفهم مشترك لقضايا ومصالح البلدين والشعبين الصديقين، واتضحت معالمها من خلال المشاريع العملاقة التي قدمتها ومولتها جمهورية الصين الشعبية منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم، في مختلف المجالات الخدمية، والتنموية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، ومن أبرزها مشروع المعهد اليمني- الصيني للعلوم التقنية والتطبيقية (المدرسة الفنية سابقاً بحدة) باعتبارها أول مدرسة للتدريب المهني في اليمن تقع بمساحة 66 ألف متر مربع تقريباً ممولة من الحكومة الصينية منذ مطلع ستينيات القرن الماضي و ترمز إلى عمق ومتانة الصداقة الصينية- اليمنية حتى اليوم وذلك من خلال مخرجاتها التعليمية الذي أشرف على تدريبها وتخريجها مجموعة من الفرق والأساتذة والخبراء الصينيين الذين قدموا المهارة والخبرة للطلاب اليمنيين على مدى عقود من الزمن ووصولاً إلى تبوأ بعض مخرجات المعهد مراكز متقدمة في صنع القرار اليمني في بعض هيئات ومؤسسات ومرافق الدولة المختلفة، وبلغ عدد مخرجاتها أكثر من 10 ألف كادر يمني.

مشروع المعهد المهني الجديد بمنطقة بني الحارث:

و تعتزم الحكومة الصينية نهاية العام الجاري البدء في تمويل و تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتحديث المدرسة الفنية (المعهد اليمني الصيني للعلوم التطبيقية والتقنية بحدة " ليواكب المتغيرات وتطورات العصر ويلبي احتياجات السوق ، كون عمره الافتراضي انتهى ولم يعد يفي بالغرض، إضافة إلى اعتزام الحكومة الصينية إنشاء وتجهيز معهد نموذجي تقني صناعي بمواصفات عالمية في منطقة بني الحارث في الضاحية الشمالية من العاصمة صنعاء، بتمويل صيني، ويقوم فريقي صيني مكون من عشرة مهندسين حالياً بدراسة الوضع القائم والموقع ووضع المخططات والتصاميم تمهيداً لرفعها إلى الجهة الصينية للبدء في تنفيذه وإنجازه بأسرع وقت ممكن .

-
طريق صنعاء - الحديدة


ساهمت الصين في تمويل وتنفيذ شق وسفلتة طريق صنعاء – الحديدة، الذي يبلغ طوله الإجمالي 231 كم، وبدء تنفيذ المشروع عام 1959م ،وتم إنجازه في ثلاثة أعوام فقط وبالتحديد عام 1962م،في الوقت الذي كانت الصين بأمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع،وكانت تعاني من الفقر والجوع والكوارث الطبيعية حيث فقد آلاف من الصينيين حياتهم بسبب الجوع إبان تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة عام 1949م، حسب التقرير الخاص المقدم من السفارة الصينية بصنعاء والمتضمن المشاريع التي نفذتها ومولتها الحكومة الصينية منذ ما يقارب 6 عقود ماضية، حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه .


و بين التقرير أن الصين الجديدة لم يكن يمضي على تأسيسها سوى 10 أعوام، وساهمت في تنفيذ وتمويل هذا المشروع الذي يربط بمدينة صنعاء بمدينة الحديدة، العاصمة الاقتصادية سابقاً وميناء الحديدة ، ويعتبر من أهم المشاريع العملاقة وشريان الحياة الرئيسي لنقل البضائع والاستيراد والتصدير الذي كان يربط اليمن سابقاً بالعالم الخارجي، ومن الصعب على الإنسان اليمني أن ينسى قصص عديدة حصلت في إطار المشروع في جوانب الوعد والإنجاز، التضحية وحب العمل، التحدي والمخاطرة، وصولاً إلى النجاحات المنشودة التي امتزجت فيها آمال وطموحات الأجيال من الآباء اليمنيين الذين شاركوا في تنفيذ هذا المشروع مع أصدقائهم الصينيين، الذين عملوا معاً ليلاُ نهاراً وبذلوا التضحيات الجسيمة وخاطروا بحياتهم في المرتفعات وقمم الجبال التي تتراوح ارتفاعها 2000- 3000 مترا فوق سطح البحر، باستخدام أدوات بدائية وأبسط معدات المسح والشق والسفلتة،في سبيل انجاز هذا المشروع الحيوي الهام الذي خلد أسماء فنيي وعمال ومهندسي المشروع بأحرف من نور في سجل التاريخ وذاكرة الأجيال اليمنية المتعاقبة، ولن ينسى اليمنيون استشهاد المهندس العام للمشروع / تشانغ تسي شيوا" أثناء عمله في المشروع وهو في سن 39 عاما، وتم دفنه مع أكثر من 60 شهيدا صينياً في مقبرة الشهداء الخاصة بالصينيين بصنعاء الذين وافاهم الأجل وهم يؤدون العمل في مشروع طريق صنعاء الحديدة، حسب التقرير".


-
مصنع الغزل والنسيج بصنعاء


يعتبر مصنع الغزل والنسيج بصنعاء أول مصنع للغزل والنسيج في اليمن بمساعدة من الحكومة الصينية، وأكبر مصنع في منطقة الشرق الأوسط بعد إنجازه، وقد ساهم المصنع بشكل كبير في حل المشاكل من ناحية بيعه القطن اليمني والقماش ليغطي احتياجات الشعب من الملابس الصوفية والقطنية انذاك، وفي عام 2003م قدمت الحكومة الصينية للمصنع قرض بدون فائدة لتنفيذ عملية إحلال آلات ومعدات جديدة، وإدخال تقنية صينية حديثة إلى المصنع، بحيث تغطي طاقته الإنتاجية من 30 إلى 40 بالمائة من احتياجات السوق المحلية من المغزولات المصنعة من القطن اليمني، وأرسلت الحكومة الصينية أكثر من 50 من خبراء التقنية الصينيين إلى المصنع لتقديم خدمة التوجيه المهني والإرشادات .



-
مصنع الغزل والنسيج و الصباغة بعدن.

وأفاد التقرير أن مصنع الغزل والنسيج و الصباغة بعدن مكون من عدة منشآت قومية اقتصادية تم إنشاءه بمساعدة الحكومة الصينية في جنوب اليمن ، بحيث تغطي طاقته الإنتاجية 15000مغزلا ، وبدا إنشاء المصنع في نوفمبر عام 1972م ، فميا تم افتتاحه في 30 نوفمبر عام 1975م.


-
مستشفى الثورة بتعز

وأوضح التقرير أن الحكومة الصينية أيضاً ساهمت في تمويل وتنفيذ مستشفى الثورة بتعز كمستشفى عام متكامل من حيث البنية التحتية والتجهيزات والذي بدأ إنشاءه في سبتمبر 1973، واستكمل في سبتمبر 1975م وتبلغ مساحته بنائه الإجمالية نحو 9 و 481 متر مربع ويتسع لقرابة 220 سريرا وعدد استقبال للعيادات الخارجية اكثر من 500 مريضا مرة يومية .1966م.. مشيراً إلى أن هذا المستشفى محطة رئيسية يعمل فيها طواقم البعثة الطبية الصينية وعلى مدار 40 عاما في تقديم كافة أوجه الرعاية والاهتمام والخدمة الطبية للمرضي اليمنيين .البعثات الطبية الصينية -

وأفاد التقرير ان الصين بدأت منذ عام 1966م في إرسال بعثة طبية إلى اليمن، وهي أول بعثة طبية أجنبية في اليمن، في ذلك الوقت وعلى مدى 58 عاماً بلغ عدد الأطباء الصينيين الذين زاروا اليمن في بعثات وطواقم طبية مختلفة أكثر من ثلاثة آلاف و500 طبيبا وطبية قدموا إلى المستشفيات اليمنية في مختلف المحافظات للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية المتميزة للمرضى اليمنيين، توفى منهم نحو ثمانية أطباء وهم يؤدون واجبهم الإنساني في اليمن وتم دفنهم في الأرض التي احبوها مقبرة الصينيين بصنعاء.

وأشار التقرير إلى أن هناك نحو سبع فرق طبية صينية بقوام قرابة 90 طبيباً وطبيبة يعملون في اليمن، قدموا خدمات الفحص والمعاينة لأكثر من 2 مليون مريض خلال العام الماضي ومعالجة من 247 ألف مريضاً فيما قامت الفرق الصينية الطبية بإجراء نحو 5749، وإنقاذ حياة أكثر من ألف مريض كانوا مصابين بأمراض خطيرة. وفي نهاية العام الماضي أرسلت وزارة الصحة الصينية وفد من 6 أفراد برئاسة خبير العيون الشهير تشانغ جين شونغ، إلى اليمن لتنفيذ مخيمات جراحية مجانية لطب وجراحة العيون والمساهمة في استعادة الرؤية لعدد من المرضى اليمنيين.

تدريب الموارد البشرية:

ولفت التقرير إلى أن حكومة الصين ساهمت في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية يمنية شاملة من خلال المساعدة في تدريب الموارد البشرية، حيث وفرت الحكومة الصينية عدد من المنح والدورات التدريبية في عدد من المعاهد والجامعات الصينية وذلك بغرض تطوير قدرات الكوادر اليمنية وتوسيع إطار التدريب إلى أكثر من 20 مجالاً من ضمنها: الاقتصاد، والتجارة، والدبلوماسية، والإدارة العامة، والصحة، والثروة الحيوانية والسمكية، والتعليم، والإذاعة والتلفزيون،والتكنولوجيا،والثقافة،وحماية البيئة،والاتصالات،والنقل،والمالية والخ".

الاتفاقيات والبروتوكولات بين البلدين

وبين التقرير أنه خلال مسيرة العلاقات اليمنية- الصينية تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات والمحاضر والبرامج التنفيذية حيث بلغ إجمالي ما تم توقيعه بين اليمن بشطرية وجمهورية الصين الشعبية منذ عام 1962م وحتى 1990 م نحو 38 اتفاقية وبرتوكول شملت مجالات التعاون المختلفة، وتضاعف هذا الرقم منذ قيام الجمهورية اليمنية 1990م وحتى عام 2004م ليصل إلى 47 اتفاقية شملت التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما ارتفعت هذه الاتفاقيات إلى أكثر من 55 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جميع المجالات حتى نهاية العام الماضي 2013م.

-
المكتبة الوطنية الكبرى


ويعتبر مشروع المكتبة الوطنية الكبرى بالعاصمة صنعاء من أهم وأكبر المشاريع الثقافية والترفيهية على مستوى اليمن المدعومة من قبل الحكومة الصينية لليمن بتكلفة 52 مليون دولار أمريكي كهبة مجانية وأحد المشاريع الهامة التي حددها نائب الرئيس الصيني شي جينبينغ سابقاً (رئيس الصين حاليا) أثناء زيارته لليمن عام 2008م وشهد مراسم توقيع الاتفاق مع نظيره نائب الرئيس اليمني سابقاً و رئيس الجمهورية حاليا، وتقع على مساحة 80 ألف متر مربع يبلغ مساحة الجزء المخصص للمكتبة بنحو 29360 متر مربع، لتسع مليون كتاب ودور للعروض المسرحية والسينمائية وقاعة مؤتمرات كبرى وصالة كبرى للمعارض ومركز تعليمي ومعرض في الهواء الطلق على مساحة تقدر بـعشرة آلاف متر مربع ومدرج تقدر مساحته بـ 700 متر مربع ، تصميم المكتبة الوطنية الكبرى الحديث وتجهيزاتها المتكاملة ووظائفها المتقدمة في اليمن ، هو من أكبر المشاريع الحضارية والثقافية في اليمن وفي الشرق الأوسط ستصبح أكبر وأحدث مركز لخدمات العلوم والتعليم والتسلية في اليمن ،وأيضا ستغني الحياة الثقافية للشعب اليمني .

مقبرة الشهداء الصينيين بصنعاء


كانت هذه جملة من المشاريع الخدمية والتنموية والصحية والخدمات الإنسانية النبيلة التي قدمها الآلاف من الأصدقاء الصينيين الذين قدموا إلى أرض اليمن عبر البحر والجو، منهم المهندسين والفنيين والمعلمين والعاملين والأطباء، هؤلاء جميعهم عملوا جنباً إلى جنب مع الشعب اليمني بكل ود وتفان وإخلاص من أجل بناء مستقبل يمن جميلاً مزدهراً ، استطاعوا أن يؤلفون ويلحنون بالدم والعرق المشترك سيمفونية رائعة عن الصداقة اليمنية - الصينية، تبرز فيها قصص وملحمة واقعية تجسد حجم وطبيعة التعاون الوثيق الذي يحلق عالياً كل يوم، ويبشر بغد مشرق، ويحكي لنا وللشعب اليمني أن هناك أكثر من 100 من المواطنين الصينيين ضحوا بحياتهم أثناء أعمالهم في سبيل تقديم الدعم والعون والمساعدة للشعب اليمني وهم مدفونيين تحت أراضي اليمن ، في مقبرة الشهداء الصينيين الواقعة في الضاحية الغربية لمدينة صنعاء، على نقطة الانطلاق لطريق صنعاء – الحديدة ، مخلدة فيها أرواح أولئك الصينيين الذين بذلوا حياتهم من أجل تطوير وتعزيز الصداقة اليمنية- الصينية ولتبقى للأبد!.

 
أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة