وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية > أخبار السفارة
النص للمقابلة الصحفية التي أجراها سعادة السفير تشانغ هوا مع مجلة invest Yemen
2014-02-27 18:11

1- سعادة السفير، كيف تقيمون العلاقات القائمة بين اليمن والصين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية؟ وما هي الآفاق المستقبلية ورؤيتكم لتطوير وتعزيز هذه الشراكة انطلاقا من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين؟

ج: إن الصداقة العريقة الصينية اليمنية المتأصلة بين شعبي البلدين لها تاريخ طويل ، وراسخة في أعماق قلوب شعبينا. فقد زار البحار الصيني الشهير في تاريخ الصين تشنغ خه عدن ثلاث مرات عندما قام بالرحلات البحرية، وذلك قبل 600 سنة. وفي عام 1956 أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية واليمن، فيعتبر اليمن من أوائل الدول العربية التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين. وقد أحرز التعاون بين البلدين نتائج مثمرة في مختلف المجالات، وتطور علاقات الصداقة بين البلدين حققت فوائد ملموسة للبلدين والشعبين.إن آفاق التعاون بين الصين واليمن في كافة المجالات واسعة،وقد أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لليمن. وتماشيا مع تعمق مسيرة الإصلاح والانفتاح في الصين، سيزيد الترابط بين نمو الاقتصاد الصيني ونمو الاقتصاد العالمي بشكل عميق، وهذا سيأتي بفرصة كبيرة للتطور في اليمن. ولتطوير وتعزيز هذه الشراكة انطلاقا من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين، فعلى الصين واليمن تعزيز التضامن والتعاون بينهما وتقوية المساندة والمساعدة المتبادلة والسعي إلى تحقيق الحلم لهما، وتوسيع الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات.

2- اجتازت  اليمن  بنجاح مؤتمر الحوارالوطني ،ولا شك في ان الصين كانت من الداعمين لانجاح هذا المؤتمر ومواقفها واضحة في مساندة اليمن،كيف تنظرون لتجربة الحوار في اليمن والمخرجات التي تمخضت عنه؟

ج: يسعدنا ان نرى اليمن وقد اجتاز بنجاح مؤتمر الحوار الوطني بنتائج ايجابية ترضي الشعب اليمني. وان مخرجات الحوار كانت نتيجة توافق الأطراف، وتطبق بشكل كامل و فعال، مما يضع اساسا جيدا لصياغة الدستور للاستفتاء عليه وللانتخابات. كعضو دائم لمجلس الامن، ان الصين تسعى الي حماية امن واستقرار العالم، ولعبت دورا ايجابيا لحل الأزمة اليمنية حلا سياسياً. يحترم الجانب الصيني طريق التنمية الذي يختاره الشعب اليمني بنفسه ويأمل أن تحل الأطراف المعنية اليمنية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور وغيرها من الطرق السلمية ودفع عملية الانتقال السياسي بخطوات ثابتة وتحقيق استقرار وتنمية البلاد في أسرع وقت.

3- ما هي رؤيتك وتوقعاتك لانعكاسات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني على التنمية والاستثمار في اليمن؟وماالذي يمكن ان تستفيده اليمن من تجربة الصين الرائدة في هذا الجانب، خاصة ونحن مقبلون على صياغة دستور جديد وتعديل التشريعات، بما يهيئ المناخات الملائمة لجذب وتنشيط الاستثمارات؟

ج : أن التعامل الصحيح مع العلاقات بين الإصلاح والتنمية والاستقرار هو  تجربة أساسية  للنجاح المستمر لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التى يقودها الحزب الشيوعي الصيني. أن الاستقرار هو شرط سياسي واجتماعي ضروري للتنمية والإصلاح قبل كل شي. قبل سبعينات القرن الماضي، شهدت الصين الحروب والاضطرابات مرات عديدة فتطور الاقتصاد الوطني ببطء وعاش الشعب في حياة فقيرة في تلك الفترة.وبعد الحروب والاضطرابات نحرص كل الحرص على الأوضاع المستقرة التى لا تأتي بسهولة. لا نستطيع أن نعرف قياس الحذاء المناسب للقدم إلا بعد لبسه، ولا يعرف طريق التنمية لبلد معين إلا شعبه. مهما كانت الدول المتطورة الغربية أو الدول النامية بما فيها اليمن هناك جوانب جيدة في دولة أخرى تستحق للدراسة. ولكننا لا نقلد تجارب الدول الأجنبية تقليدا أعمى بل نستفيد منها وفقاً لاحتياج الصين وواقعها. أشار المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي أنعقد بنجاح في نهاية السنة الماضية إلى انتهاج طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بعزيمة لا تتزعزع. يوجد في العالم أنظمة اجتماعية وطرق تنمية مختلفة، ووجد الشعب الصيني طريق التنمية التي تناسب واقع الصين بعد سنوات من التلمس، ألا وهي طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. فتحت الصين أبوابها للعالم، وأجرت التواصل والتعاون الوثيقين مع دول العالم، ورحبت بالشركات الأجنبية للاستثمار وممارسة التجارة في الصين، وربحت هذه الشركات الأجنبية من هذه الاستثمارات. وعلينا إزالة و القضاء على التأثيرات السلبية للأفكار والثقافة الأجنبية الفاسدة.

4- ركزت الزيارة التي قام بها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في نوفمبر الماضي الى الصين في جانب مهم منها على تشجيع واستقطاب الاستثمارات الصينية للقدوم الى اليمن، هل نتوقع ان تنعكس نتائج هذه الزيارة قريبا على قدوم استثمارات صينية جديدة لليمن؟

ج: زار فخامة الرئيس هادي الصين في نوفمبر الماضي وشرح لفخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ و القيادة الصينية احوال تطور العملية الانتقالية السياسية في اليمن وقدم الشكر للجانب الصيني على تأييده ودعمه. وقال فخامة الرئيس شي جينبينغ ان الجانب الصيني يحترم حقوق الشعب اليمني في اختيار الطريق التنموية للدولة، ويدعم العملية الانتقالية السياسية و اعادة بناء الاقتصاد في اليمن ويقدر جهود فخامة الرئيس هادي المبذولة لحماية استقرار الدولة وتحقيق التنمية.  وحظيت هذه الزيارة بحفاوة الاستقبال واهتمام رسمي رفيع المستوى وحققت نجاحا كبير ابكل المقاييس. وخلال هذه الزيارة، أجرى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مباحثات مع فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ وغيره من القادة الصينيين، وتبادل الجانبان الآراء حول العلاقات الصينية اليمنية والقضايا  ذات الاهتمام المشترك وتوصلا إلى توافق واسع النطاق . نحن علي ثقة بأن نجاح زيارة فخامة الرئيس  عبدربه منصور هادي والنتائج المثمرة التي حصلت عليها هذه الزيارة سوف يلعب دور الإرشاد والتوجيه لتوطيد الصداقة التقليدية الصينية اليمنية وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة ودفع التعاون الفعلي في كافة المجالات.   وتمتلك الصداقة الصينية اليمنية قاعدة شعبية متينة، فتتعمق التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والشباب والرياضة وغيرها باستمرار.

5-  من خلال عملكم في اليمن وزياراتكم لمدن ومحافظات يمنية مختلفة، كيف ترون الفرص الاستثمارية المتوفرة في البلد؟ وما رؤيتكم  للكيفية التي يمكن لليمن الاستفادة بشكل فاعل من هذه الفرص الواعدة وجذب  المستثمرين؟

ج : أن اليمن دولة مهمة في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة الخليجية. حاليا يمر اليمن بمرحلة حاسمة للتنمية السياسية والاقتصادية. يشرفني شرفا كبيرا لتعييني سفيراً لدى اليمن في هذه الفترة. كالسفير الصيني مسؤوليتي ومهمتي الرئيسية هي دفع العلاقات الصينية اليمنية للتطور بشكل مستمر وسليم ومستقر.ومن خلال عملي في اليمن، فقد زرت كثيرا من المحافظات والمدن، وتلقيت استقبالاً حاراً من أهلها، وهذا يدل على أن الصداقة الصينية اليمنية تضرب بجذورها في أعماق قلوب الشعب اليمني،  ومهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية والوضع الصيني واليمني، لا تتغير قاعدة الصداقة الصينية اليمنية. وأنا على يقين بأنه تحت الجهود المشتركة لحكومتي وشعبي البلدين، ستستمر العلاقات الصينية اليمنية في التطور بالشكل الصحي والمستقر والسريع، وسيحرزالتعاون والتبادل بين البلدين مزيداً من الثمار. إن اليمن دولة مهمة في المنطقة، وتحرص حكومة الصين على توطيد الصداقة التقليدية اليمنية الصينية وتدعم عملية الانتقال السياسي اليمني. فالصين ستوفر المساعدة والدعم كما هو الحال دائما بقدر الاستطاعة، ومن المؤكد أن التطور السريع في الصين سيوفر مزيدا من الفرص لتعاون متبادل الفائدة للبلدين. وتود الصين التكاتف لتمضي مع اليمن في طريق التطور وتجعل شعبي البلدين يتمتعان بالحياة الأفضل. وتطوير الصداقة اليمنية الصينية يحتاج إلى مجموعة من الكفائات والكوادر اللذين يعرفون تاريخ وثقافة واقتصاد ومجتمع البلدين .  ومع تطور الوضع الأمني في اليمن إلى الاستقرار، يتجه كثير من الشركات الصينية إلى اليمن لمباحثات الاستثمار في الكهرباء والاتصالات والبناء والطرق وغيرها من مجالات البنية التحتية.  لدى الشركات الصينية حماسة عالية للاستثمار وممارسة التجارة في اليمن. أثناء مهمتي سأبذل أقصى جهودي لتطوير علاقات الصداقة والتعاون وتعزيز صداقة شعبي البلدين. وأنا مستعد لأعمل مع أصدقاء من الأوساط المختلفة في اليمن على دفع علاقات الصداقة والتعاون في كافة المجالات بين البلدين لتحرز تطوراً أكبر في الأوضاع الجديدة لخدمة البلدين وشعبيهما،. فمع تحسن الأوضاع الأمنية في اليمن سيحرز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين واليمن مزيد من الثمار.

. 6- مؤتمر الحوار وضمن مخرجاته أقر اعداد قانون جديد للاستثمار في اليمن، ما هي مقترحاتكم بما يمكن ان يتم  تضمينه في هذا القانون لجذب الاستثمارات وتحفيز المستثمرين للقدوم الى اليمن؟

ج: يدعم الجانب الصيني وحدة وامن واستقرار وتنمية اليمن.ويسعدنا أن نرى أن مؤتمر الحوار وضمن مخرجاته أقر اعداد قانون جديد للاستثمار في اليمن وسعى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني إلى حشد قوة جميع الأطراف، وإعادة النظام الاجتماعي العادي وإعادة بناء الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى معيشة الشعب منذ توليهم السلطة قبل سنتين. ويتقدم إعادة بناء السياسة والاقتصاد في اليمن بشكل ثابت ومنظم. بذل الأطراف في اليمن جهودا لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني بنشاط، وقد بدأت عملية إعادة هيكلة الجيش ووزارة الداخلية. نأمل أن مؤتمر الحوار وضمن مخرجاته يشكل أساسا بما يمكن ان يتم  تضمينه في هذا القانون لجذب الاستثمارات وتحفيز المستثمرين للقدوم الى اليمن.

7- ما الدور الذي تقومون به لتشجيع  الشركات والمستثمرين الصينيين على الاستثمار في اليمن، وهل سيكون هناك  تنسيق و تعاون بين السفارة الصينية والهيئة العامة للآستثمار اليمنية في الفترة القادمة، للترويج و تشجيع الشركات والمستثمرين الصينيين للآستثمار في اليمن؟

ج: عُقدت في الصين الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني عام 2012، وتم وضع فيها تخطيط هام لتعزيز الإصلاح والانفتاح على نحو شامل، وهذا سيأتي بفرص مهمة وجديدة للتعاون بين الصين ودول المنطقة. ستعمل الصين على بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير يعبر قارتي آسيا وأوروبا، وفي نفس الوقت، بناء طريق الحرير البحري الذي يصل المحيط الهادئ بالمحيط الهندي. وسنجد على الخريطة أن هاذين الطريقين يلتقيان في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في اليمن ، الأمر الذي سيأتي بفرص سانحة ويبشر بآفاق واعدة للتنمية المشتركة والازدهار المشترك للصين ودول المنطقة.

تشجع الحكومة الصينية الشركات الصينية ذات القوة والمصداقية على الاستثمار ومداولة الأعمال في اليمن ،و قد تم التوقيع على مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الاستثمار والترويج .  وفي سبتمبر الماضي ،حضر وفد الهيئة العامة للاستثمار اليمنية منتدى الاستثمار الدولي في مدينة شيامون برئاسة الاخ / يحيى صالح محسن شرف الدين، حيث قام بمحادثة مع نظيره السيد /ليو ديآن شيون مدير هيئة الاستثمار والترويج من وزارة التجارة الصينية حول القضايا التعاونية بين البلدين. حالياً تركز الاستثمارات الصينية في اليمن على مشاريع النفط والغاز. إلى جانب ذلك، شركة مصايد الأسماك الوطنية الصينية نفذت مشروع الصيد والمعالجة في اليمن و حصلت على فوائد اقتصادية جيدة ومن حيث توزع الشركة أعمالها في اليمن خطوة بعد خطوة. و يشرفني بان مكتب المستشارالاقتصادي والتجارى للسفارة الصينية في صنعاء سيتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار اليمنية في الفترة القادمة، للتنسيق والترويج وتشجيع الشركات والمستثمرين الصينيين للاستثمار في اليمن.

 
أخبر صديقك :   
إطبع هذه الورقة